غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (42)

1

ثم خاطب الجن والإنس بقوله { فبأي آلاء ربكما تكذبان } عن جابر بن عبد الله قال : قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال : مالي أراكم سكوتاً ؟ للجن كانوا أحسن منكم رداً ما قرأت عليهم هذه الآية مرة إلا قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد . قال جار الله : الخطاب في { ربكم } للثقلين بدلالة الأنام عليهما قلت : ربما يصرح به قوله { أيها الثقلان } سميا بذلك لأنهم ثقلا الأرض أو بما سيذكر عقيبه من قوله { خلق الإنسان } والجان خلقناه . وقيل : التكذيب إما باللسان والقلب معاً وإما بالقلب دون اللسان كالمنافقين فكأنه قال : فيا أيها المكذبان بأي آلاء ربكما تكذبان . وقيل : أراد فيا أيها المكذبان بالدلائل المعية والعقلية أو بدلائل الآفاق ودلائل الأنفس ، والاستفهام للتوبيخ والزجر .

/خ78