محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ} (46)

{ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } أي على وجوههم منقادين له بالإيمان ، لعلمهم بأن مثله لا يأتي بالسحر . وفيه دليل على أن منتهى السحر تمويه وتزويق يخيل شيئا لا حقيقة له ، وأن التبحر في كل فن نافع وإن لم يكن من العلوم الشرعية ، فإن هؤلاء السحرة ، لتبحرهم في علم السحر ، علموا حقيقة ما أتى به موسى عليه السلام ، وأنه معجزة . فانتفعوا بزيادة علمهم لأنه أداهم إلى الاعتراف بالحق والإيمان ، لفرقهم بين المعجزة والسحر . قاله القاضي والشهاب .