الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ} (46)

وعن عكرمة رضي الله عنه : أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء . وإنما عبر عن الخرور بالإلقاء ، لأنه ذكر مع الإلقاآت ، فسلك به طريق المشاكلة . وفيه أيضاً مع مراعاة المشاكلة أنهم حين رأوا ما رأوا ، لم يتمالكوا أن رموا بأنفسهم إلى الأرض ساجدين ، كأنهم أخذوا فطرحوا طرحاً .

فإن قلت : فاعل الإلقاء ما هو لو صرح به ؟ قلت : هو الله عزّ وجل بما خوّلهم من التوفيق . أو إيمانهم . أو ما عاينوا من المعجزات الباهرة ، ولك أن لا تقدر فاعلاً ؛ لأنّ { أَلْقَوْاْ } بمعنى خرّوا وسقطوا .