فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ} (46)

{ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ } أي فخروا وسقطوا { سَاجِدِينَ } أي لما شاهدوا ذلك علموا أنه صنيع صانع حكيم ، ليس من صنيع البشر ، ولا من تمويه السحرة فآمنوا بالله وسجدوا له . وأجابوا دعوة موسى وقبلوا نبوته . وعبر عن الخرور بالإلقاء بطريق المشاكلة لأنه ذكر مع الالقاآت ، ولأنهم لسرعة ما سجدوا صاروا كأنهم ألقوا وأخذوا فطرحوا على وجوههم ، وأنه تعالى القائم بما خولهم من التوفيق . وقد تقدم بيان معنى ألقى ومن فاعله ، ولوقوع التصريح به .

قال الشهاب ففي ( فألقى ) استعارة تبعية حسنها المشاكلة ، وليس مجازا مرسلا وإن احتمله النظم ، ووجه الشبه عدم التمالك .