تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

اصبر في أداء رسالتك على أذى قومك ، ابتغاءَ وجه ربك ، ولا تجزَعْ من أذى من خالفَك .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

{ وَلِرَبّكَ فاصبر } قيل على أذى المشركين وقيل على أداء الفرائض وقال ابن زيد على حرب الأحمر والأسود وفيه بعد إذ لم يكن جهاد يوم نزولها وعن النخعي على عطيتك كأنه وصله بما قبله وجعله صبراً على العطاء من غير استكثار والوجه كما قال جار الله أن يكون أمراً بنفس الفعل والمعنى لقصد جهته تعالى وجانبه عز وجل فاستعمل الصبر فيتناول لعدم تقدير المتعلق المفيد للعموم كل ومصبور عليه مصبور عنه ويراد الصبر على أذى المشركين لأنه فرد من أفراد العام لا لأنه وحده هو المراد وعن ابن عباس الصبر في القرآن على ثلاثة أوجه صبر على أداء الفرائض وله ثلثمائة درجة وصبر عن محارم الله تعالى وله ستمائة درجة وصبر على المصائب عند الصدمة الأولى وله تسعمائة درجة وذلك لشدته على النفس وعدم التمكن منه إلا بمزيد اليقين ولذلك قال صلى الله عليه وسلم أسألك من اليقين ما تهون به على مصائب الدنيا وذكروا أن للصبر باعتبار حكمه أربعة أقسام فرض كالصبر عن المحظورات وعلى أداء الواجبات ونقل كالصبر عن المكروهات والصبر على المسنونات ومكروه كالصبر عن أداء المسنونات والصبر على فعل المكروهات وحرام كالصبر على من يقصد حريمه بمحرم وترك التعرض له مع القدرة إلى غير ذلك وتمام الكلام عليه في محله وفضائل الصبر الشرعي المحمود مما لا تحصى ويكفي في ذلك قوله تعالى { إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب } [ الزمر : 10 ] وقوله صلى الله عليه وسلم «قال الله تعالى إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً »

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

{ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } أي : احتسب بصبرك ، واقصد به وجه الله تعالى ، فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ربه ، وبادر إليه ، فأنذر الناس ، وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية ، وعظم الله تعالى ، ودعا الخلق إلى تعظيمه ، وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء ، وهجر كل ما يبعد عن الله{[1277]}  من الأصنام وأهلها ، والشر وأهله ، وله المنة على الناس -بعد منة الله- من غير أن يطلب منهم على ذلك{[1278]}  جزاء ولا شكورا ، وصبر لله أكمل صبر ، فصبر على طاعة الله ، وعن معاصي الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة{[1279]} ، حتى فاق أولي العزم من المرسلين ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .


[1277]:- في ب: وهجر كل ما يعبد من دون الله وما يبعد منه.
[1278]:- في ب: أن يطلب عليهم بذلك.
[1279]:- في ب: وصبر لربه أكمل صبر، فصبر على طاعة الله وعن معاصيه، وصبر على أقداره المؤلمة.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

قوله : { ولربك فاصبر } أي اصبر على أداء الفرئض والطاعات وإتيان العبادات . أو اصبر على احتمال المكاره والشدائد وكل ضروب البلوى مما تمتحن به كإيذاء قومك لك وأنت تدعوهم إلى دين الله . والأظهر أن يكون المراد ذلك كله .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على الأذى والتكذيب من كفار مكة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ولربك فاصبر على ما لقيت فيه من المكروه.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

وقوله تعالى: {ولربك فاصبر} ففي هذا دعاء إلى إخلاص الصبر لله تعالى وإلى الصدق فيه.

وجائز أن يكون هذا أيضا على الأمر بالصبر، فيكون على التقديم والتأخير؛ كأنه يقول: فاصبر لربك، أي اصبر على ما تؤذى، ولا تجازهم بصنيعهم؟، فإن الله تعالى، يكفهم عنك.

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

{ولربك فاصبر} قيل: فاصبر على طاعته وأوامره ونواهيه لأجل ثواب الله.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

والوجه أن يكون أمراً بنفس الفعل، وأن يتناول على العموم كل مصبور عليه ومصبور عنه، ويراد الصبر على أذى الكفار؛ لأنه أحد ما يتناوله العام.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان الإنذار شديداً على النفوس يحصل به من المعالجات ما الموت دونه، لأن ترك المألوفات أصعب شيء على النفوس، وكذا ترك الفوائد، قال أمراً بالتحلي بالعاصم بعد التخلي عن القاصم، معلماً بأن الأذى من المنذرين أمر لا بد منه فيدخل في الطاعة على بصيرة، فاقتضى الحال لذلك أن الإنذار يهون بالغنى عن الفانين والكون مع الباقي وحده، فأشار إلى ذلك بتقديم الإله معبراً عنه بوصف الإحسان ترغيباً فقال: {ولربك} أي المحسن إليك، المربي لك، المدبر لجميع مصالحك وحده {فاصبر} أي- على مشاق التكاليف أمراً ونهياً وأذى المشركين وشظف العيش وجميع البلايا، فإنه يجزل عطاءك من خير الدارين بحيث لا يحوجك إلى أحد، ويحوج الناس إليك، ويهون عليك حمل المشاق في الدارين ولا سيما أمر يوم البعث، فإن من حمل العمل في الدنيا حمله العمل في الآخرة.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ويوجهه أخيرا إلى الصبر، الصبر لربه: (ولربك فاصبر).. وهي الوصية التي تتكرر عند كل تكليف بهذه الدعوة أو تثبيت. والصبر هو هذا الزاد الأصيل في هذه المعركة الشاقة، معركة الدعوة إلى الله، المعركة المزدوجة مع شهوات النفوس وأهواء القلوب؛ ومع أعداء الدعوة الذين تقودهم شياطين الشهوات وتدفعهم شياطين الأهواء! وهي معركة طويلة عنيفة لا زاد لها إلا الصبر الذي يقصد فيه وجه الله، ويتجه به إليه احتسابا عنده وحده.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ويشير في الآية الأُخرى إلى الأمر الأخير في هذا المجال فيقول: (ولربّك فصبر)، ونواجه هنا مفهوماً واسعاً عن الصبر الذي يشمل كلّ شيء، أي اصبر في طريق أداء الرسالة، واصبر على أذى المشركين الجهلاء، واستقم في طريق عبودية اللّه وطاعته، واصبر في جهاد النفس وميدان الحرب مع الأعداء.

ومن المؤكّد أنّ الصبر هو ضمان لإجراء المناهج السابقة، والمعروف أنّ الصبر هو الثروة الحقيقية لطريق الإبلاغ والهداية، وهذا ما اعتمده القرآن الكريم كراراً... ولقد كان الصبر والاعتدال أحد الاُصول المهمّة لمناهج الأنبياء والمؤمنين، وكلما ازدادت عليهم المحن ازداد صبرهم.