تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (42)

أصيلا : الأصيل هو الوقت حين تصفرّ الشمس عند الغروب .

وسبّحوه كلَّ وقت ، ولا سيمّا أول النهار وآخره .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (42)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وسبحوه بكرة وأصيلا} صلوا بالغداة الفجر، والعشي يعني الظهر والعصر.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"وَسَبّحُوهُ بُكْرَةً وأصَيلاً" يقول: صلوا له غدوة صلاة الصبح، وعشيا صلاة العصر.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

جائز أن يكون ذلك ليس على إرادة البكرة والأصيل، ولكن على إرادة كل وقت وكل حال؛ ليس من وقت ولا من حال إلا ولله على عباده شكر وصبر؛ الشكر لنعمائه، والصبر على مصائبه.

{وسبحوه بكرة وأصيلا} البكرة هي ختم الليل وابتداء النهار، والأصيل هو ختم النهار وابتداء الليل؛ فكأنه أمر بالذكر له في ابتداء كل ليل وختمه، وابتداء كل نهار وانقضائه؛ ليتجاوز عنهم، ويعفو ما يكون منهم من الزلات في خلال ذلك.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وقوله تعالى: {وسبحوه بكرة وأصيلا} أي إذا ذكرتموه فينبغي أن يكون ذكركم إياه على وجه التعظيم والتنزيه عن كل سوء وهو المراد بالتسبيح وقيل المراد منه الصلاة وقيل للصلاة تسبيحه {بكرة وأصيلا} إشارة إلى المداومة وذلك لأن مريد العموم قد يذكر الطرفين ويفهم منهما الوسط كقوله عليه السلام «لو أن أولكم وآخركم» ولم يذكر وسطكم ففهم منه المبالغة في العموم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ويربط القرآن بين هذا الذكر وبين الأوقات والأحوال التي يمر بها الإنسان، لتكون الأوقات والأحوال مذكرة بذكر الله ومنبهة إلى الاتصال به حتى لا يغفل القلب ولا ينسى، وفي البكرة والأصيل خاصة ما يستجيش القلوب إلى الاتصال بالله مغير الأحوال، ومبدل الظلال؛ وهو باق لا يتغير ولا يتبدل، ولا يحول ولا يزول. وكل شيء سواه يتغير ويتبدل، ويدركه التحول والزوال.

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (42)

ولما كان ثبوت النبوة بينه وبين أحد من{[55737]} الرجال خارماً لإحاطة العلم ، وجب تنزيهه سبحانه عن ذلك فقال : { وسبحوه } أي{[55738]} عن أن يكون شيء على خلاف ما أخبر{[55739]} به ، وعن كل صفة نقص بعد ما أثبتم له {[55740]}كل صفة{[55741]} كمال { بكرة وأصيلاً * } أي في أول النهار وآخره أي دائماً لأن هذين الوقتين إما للشغل الشاغل ابتداء أو انتهاء أو{[55742]} للراحة ، فوجوب الذكر فيهما وجوب له في غيرهما من باب الأولى ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : لم يفرض الله على عباده فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً ، تم عذر أهلها في حال العذر غير الذكر فإنه تعالى لم يجعل له حداً ينتهي إليه ، ولم يعذر{[55743]} أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله . وهما أيضاً مشهودان بالملائكة ودالان على الساعة : الثاني قربها بزوال الدنيا كلها ، والأول على البعث بعد الموت ، ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى صلاتي الصبح والعصر ، لأن المواظبة عليهما - لما أشير إليه من صعوبتهما بما يعتري في وقتيهما من الشغل بالراحة و{[55744]} غيرها - دالة على غاية المحبة للمثول{[55745]} بالحضرات الربانية حاملة على المواظبة على غيرهما من الصلوات وجميع الطاعات بطريق الأولى ، ويؤكد هذا الثاني تعبيره بلفظ الصلاة في تعليل ذلك بدوام ذكره لنا سبحانه بقوله : { هو الذي يصلي عليكم } أي بصفة الرحمانية متحنناً ، لأن المصلي منا يتعطف{[55746]} في الأركان { وملائكته } أي كلهم بالاستغفار لكم وحفظكم من كثير من المعاصي والآفات ويتردد بعضهم بينه سبحانه وبين الأنبياء بما ينزل إليهم من الذكر الحافظ من كل سوء فقد اشتركت الصلاتان في إظهار شرف المخاطبين .

ولما كان فعل الملائكة منسوباً إليه{[55747]} لأنه مع كونه الخالق له الآمر به قال : { ليخرجكم } أي بذلك { من الظلمات } أي{[55748]} الكائنة من الجهل الموجب للضلال{[55749]} { إلى النور } أي{[55750]} الناشىء من العلم المثمر للهدى ، فيخرج بعضكم بالفعل من ظلمات المعاصي المقتضية للرين على القلب إلى نور الطاعات ، فتكونوا بذلك مؤمنين { وكان } أي ازلاً وأبداً { بالمؤمنين } أي الذين صار الإيمان لهم ثابتاً خاصة{[55751]} { رحيماً * } أي بليغ الرحمة يتوفيقهم لفعل ما ترضاه الإلهية ، فإنهم{[55752]} أهل خاصته فيحملهم{[55753]} على الإخلاص في الطاعات ، فيرفع لهم{[55754]} الدرجات في روضات الجنات .


[55737]:زيد من ظ ومد.
[55738]:سقط من ظ.
[55739]:من مد، وفي الأصل وظ: أمر.
[55740]:من ظ ومد، وفي الأصل: صفة كل.
[55741]:من ظ ومد، وفي الأصل: صفة كل.
[55742]:من ظ ومد، وفي الأصل: "و".
[55743]:في ظ ومد: لم يقدر.
[55744]:في ظ: أو.
[55745]:من ظ ومد، وفي الأصل: للمهول.
[55746]:من ظ ومد، وفي الأصل: متعطف.
[55747]:زيد من ظ ومد.
[55748]:زيد من ظ ومد.
[55749]:في ظ ومد: ضلال.
[55750]:زيد من ظ ومد.
[55751]:زيد من ظ ومد.
[55752]:من ظ ومد، وفي الأصل: فافهم.
[55753]:من ظ ومد، وفي الأصل: فيحمد.
[55754]:سقط من ظ.