فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (42)

{ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا } أي نزهوه عما لا يليق به في وقت البكرة ووقت الأصيل ، وهما أول النهار وآخره ، وتخصيصهما بالذكر لمزيد ثواب التسبيح فيهما ، وخص التسبيح بالذكر بعد دخوله تحت عموم قوله : اذكروا الله تنبيها على مزيد شرفه وأناقة ثوابه على غيره من الأذكار ، وقيل المراد بالتسبيح بكرة : فصلاة الفجر ، وبالتسبيح أصيلا صلاة المغرب ، وقال قتادة وابن جرير : المراد صلاة الغداة وصلاة العصر ، وقال الكلبي : أما بكرة فصلا الفجر ، وأما أصيلا : فصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء .

قال المبرد : الأصيل العشي ، وجمعه أصائل ، وقد ورد في فضل التسبيح بخصوصه أحاديث ثابتة في الصحيحين وغيرهما ؛ فمن ذلك حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ) .

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وغيرهم عن سعد بن أبي وقاص قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لنا : أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة ، فقال رجل : كيف يكتسب أحدنا ألف حسنة ؟ . قال : يسبح الله مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، ويحط عنه ألف خطيئة وقيل معنى سبحوه قولوا : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله . زاد في نسخة : العلي العظيم ، فعبر بالتسبيح عن أخواته . والمراد بقوله : كثيرا هذه الكلمات يقولها الطاهر ، والجنب ، والحائض ، والمحدث .