البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (42)

و { بكرة وأصيلاً } : يقتضيهما اذكروا وسبحوا ، والنصب بالثاني على طريق الإعمال ، والوقتان كناية عن جميع الزمان ، ذكر الطرفين إشعار بالاستغراق .

وقال ابن عباس : أي صلوا صلاة الفجر والعشاء .

وقال الأخفش : ما بين العصر إلى العشاء .

وقال قتادة : الإشارة بهذين الوقتين إلى صلاة الغداة وصلاة العصر ؛ ويجوز أن يكون الأمر بالذكر وإكثاره تكثير الطاعات والإقبال على الطاعات ، فإن كل طاعة وكل خير من جملة الذكر .

ثم خص من ذلك التسبيح بكرة وأصيلاً ، وهي الصلاة في جميع أوقاتها ، تفضل الصلاة غيرها ، أو صلاة الفجر والعشاء ، لأن أداءهما أشق .