ولما كان ربما ظن ظان{[71912]} أن ما نقص بالظلام عن صلاحية الإقسام يتأهل ذلك بزواله ، قال نافياً لذلك : { والصبح } أي الذي هو أعدل أوقات النهار { إذا تنفس * } أي أضاء وأقبل روحه ونسيمه ، وأنسه ونعيمه ، واتسع نوره ، وانفرج به عن الليل ديجوره ، {[71913]}وذلك{[71914]} بعد {[71915]}إقبال الليل{[71916]} ثم إدباره أي لا أقسم به لأنه وإن كان ذا نور ونعمة وحبور وبهجة وسرور فإن ذلك يتضاءل عن نور القرآن ، وما فيه من النعيم والرضوان ، " وأين الثريا من يد المتناول " على أن تنفسه بالبرد واللطافة تنسخه الشمس بالحر والكثافة ، وتنفس القرآن بنفحات القدس ونعيم المواعظ والأنس لا ينسخه شيء .
قوله : { والصبح إذا تنفّس } يقسم الله بالصبح إذا تنفس يعني إذا أسفر ولاح ضوؤه وإشراقه . والتنفس معناه خروج النسيم من الجوف . فإذا أقبل الصبح ، أقبل بإقباله روح غامر فياض ونسيم رخيّ كريم . وجيء هنا بحرف السين الهامس الخافت ليناسب إقبال الصبح بنوره الساطع وإشراقه المضيء ، والكون حينئذ هاجع وادع ساكن . وفي ذلك من حلاوة النغم وعذوبة البيان بحروفه الحلوة الشجية ما يدل على أن هذا الكلام ، معجز وفذ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.