{ والصبح إِذَا تَنَفَّسَ } قال الفراء : أجمع المفسرون على أن معنى عسعس أدبر ، كذا حكاه عنه الجوهري ، وقال الحسن : أقبل بظلامه . قال الفراء : العرب تقول : عسعس الليل إذا أقبل ، وعسعس الليل إذا أدبر ، وهذا لا ينافي ما تقدّم عنه ، لأنه حكي عن المفسرين أنهم أجمعوا على حمل معناه في هذه الآية على أدبر ، وإن كان في الأصل مشتركاً بين الإقبال والإدبار . قال المبرد : هو من الأضداد . قال : والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد ، وهو ابتداء الظلام في أوّله ، وإدباره في آخره . قال رؤبة بن العجاج :
يا هند ما أسرع ما تعسعسا *** من بعد ما كان فتى ترعرعا
عسعس حتى لو نشاء إذ دنا *** كان لنا من ناره مقتبس
الماء على الربع القديم تعسعسا *** . . .
{ والصبح إِذَا تَنَفَّسَ } التنفس في الأصل : خروج النسيم من الجوف ، وتنفس الصبح إقباله لأنه يقبل بروح ونسيم ، فجعل ذلك تنفساً له مجازاً . قال الواحدي : تنفس : أي امتدّ ضوؤه حتى يصير نهاراً ، ومنه يقال للنهار إذا زاد تنفس ، وقيل : { إِذَا تَنَفَّسَ } إذا انشقّ وانفلق ، ومنه تنفست القوس : أي تصدّعت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.