نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلصُّبۡحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (18)

ولما كان ربما ظن ظان{[71912]} أن ما نقص بالظلام عن صلاحية الإقسام يتأهل ذلك بزواله ، قال نافياً لذلك : { والصبح } أي الذي هو أعدل أوقات النهار { إذا تنفس * } أي أضاء وأقبل روحه ونسيمه ، وأنسه ونعيمه ، واتسع نوره ، وانفرج به عن الليل ديجوره ، {[71913]}وذلك{[71914]} بعد {[71915]}إقبال الليل{[71916]} ثم إدباره أي لا أقسم به لأنه وإن كان ذا نور ونعمة وحبور وبهجة وسرور فإن ذلك يتضاءل عن نور القرآن ، وما فيه من النعيم والرضوان ، " وأين الثريا من يد المتناول " على أن تنفسه بالبرد واللطافة تنسخه الشمس بالحر والكثافة ، وتنفس القرآن بنفحات القدس ونعيم المواعظ والأنس لا ينسخه شيء .


[71912]:سقط من ظ و م.
[71913]:من ظ، وفي الأصل و م: ثم.
[71914]:من ظ، وفي الأصل و م: ثم.
[71915]:من ظ و م، وفي الأصل: إقباله.
[71916]:من ظ و م، وفي الأصل: إقباله.