ثم يقول الله تعالى مسلّياً رسولَه الكريم وواعداً إياه بالنصر ، ومتوعداً المكذّبين بالهلاك :
{ فارتقب إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }
انتظِر أيها الرسول ، إنهم منتظِرون ، وسيعلمون لمن يكونُ النصر . وقد نصر الله تعالى رسوله وأصحابه ونشروا دينه العظيم .
وقرأ حفص وحمزة والكسائي وأبو عمرو : فاعتِلوه بكسر التاء ، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب : فاعتُلوه بضم التاء ، وهما لغتان . وقرأ ابن عامر ونافع : في مُقام بضم الميم . والباقون : في مَقام بفتح الميم .
" فارتقب إنهم مرتقبون " أي انتظر ما وعدتك من النصر عليهم إنهم منتظرون لك الموت . حكاه النقاش . وقيل : انتظر الفتح من ربك إنهم منتظرون بزعمهم قهرك . وقيل : انتظر أن يحكم الله بينك وبينهم فإنهم ينتظرون بك ريب الحدثان . والمعنى متقارب . وقيل : ارتقب ما وعدتك من الثواب فإنهم كالمنتظرين لما وعدتهم من العقاب . وقيل : ارتقب يوم القيامة فإنه يوم الفصل ، وإن لم يعتقدوا وقوع القيامة ، جعلوا كالمرتقبين ؛ لأن عاقبتهم ذلك . والله تعالى أعلم .
فتسبب عن ذلك قوله : { فارتقب } أي ما رجيتك به من تذكرهم المستلزم لهدايتهم .
ولما كانوا يظهرون تجلداً ولدداً أنهم لا يعبؤون بشيء من القرآن ولا غيره مما يأتي به ولا يعدون شيئاً منه آية ، أخبر عما يبطنون من خوفهم وانتظارهم لجميع ما يهددهم به مؤكداً لأجل ظن من حمل تجلدهم على أنه جلد فقال : { إنهم } وزاد الأمر بالإخبار بالاسم الدال على الثبات والدوام فقال : { مرتقبون * } أي تكليفهم أنفسهم المراقبة{[57788]} وإجهادهم أفكارهم في ذلك{[57789]} دائم لا يزايلهم{[57790]} بل قد قطع قلوبهم وملأ صدورهم ، فقد انطبق آخر السورة على أولها ، بل وعلى المراد من مجملها ومفصلها ، بذكر{[57791]} الكتاب والارتقاب لأنواع العذاب - {[57792]}والله الهادي إلى الصواب ، إنه الكريم{[57793]} الوهاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.