الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَٰرُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانُواْ سَٰبِقِينَ} (39)

قوله تعالى : " وقارون وفرعون وهامان " قال الكسائي : إن شئت كان محمولا على عاد وكان فيه ما فيه ، وإن شئت كان على " فصدهم عن السبيل " وصد قارون وفرعون وهامان وقيل : أي وأهلكنا هؤلاء بعد أن جاءتهم الرسل " فاستكبروا في الأرض " عن الحق وعن عباد الله . " وما كانوا سابقين " أي فائتين . وقيل : سابقين في الكفر بل قد سبقهم للكفر قرون كثيرة فأهلكناهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَقَٰرُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانُواْ سَٰبِقِينَ} (39)

قوله تعالى : { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ( 39 ) فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } .

قارون وفرعون وهامان : أسماء منصوبة بالعطف على { وعاداً } ولا تنصرف للعجمة والتعريف{[3565]} .

والمعنى : واذكر يا محمد ، قارون وفرعون وهامان ، هؤلاء الطغاة العتاة المستكبرين . فقارون صاحب الأموال الكثيرة ومفاتيح الكنوز الثقيلة ، وفرعون ملك مصر ، ووزيره هامان ، وهما قبطيان كفرا بالله وبرسوله موسى عليه السلام ؛ إذ جاءهم بالآيات الواضحات وضوح الشمس ، والدالة على صدق نبوته ورسالته ، وهي معجزاته المعروفة { فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ } استكبروا عن التصديق والإيمان بالله ورسوله فلجوا في عتوهم كافرين معاندين .

قوله : { وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ } أي لم يفوتونا بأنفسهم ولم يعجزونا ، بل كنا مقتدرين عليهم فهم في قبضتنا ولذلك أهلكناهم { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا } .


[3565]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 245.