الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ} (46)

" بيضاء " صفة للكأس . وقيل : للخمر . قال الحسن : خمر الجنة أشد بياضا من اللبن . وقيل : " بيضاء " أي لم يعتصرها الرجال بأقدامهم . " لذة للشاربين " " لذة " قال الزجاج : أي ذات لذة فحذف المضاف . وقيل : هو مصدر جعل اسما أي بيضاء لذيذة ، يقال شراب لذ ولذيذ ، مثل نبات غض وغضيض . فأما قول القائل{[13251]} :

ولذٍ كطعم الصَّرْخَدِيِّ تركتُهُ *** بأرض العِدَا من خشيةِ الحَدَثَانِ

فإنه يريد النوم .


[13251]:هو الراعي. ويروى: ولذ كطعم الصرخدي طرحته *** عشية خمس القوم والعين عاشقه والصرخد موضع ينسب إليه الشراب. أراد أنه لما دخل ديار أعدائه لم ينم حذارا لهم.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ} (46)

قوله : { بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ } { بَيْضَاءَ } صفة للكأس . و { لذّة } كذلك صفة على حذف المضاف ، أي ذات لذة{[3950]} أو وصفت بالمصدر { لَذَّةٍ } للمبالغة ؛ فهي شراب من أشربة الجنة الشهية المرغوبة يتلذذ بها المؤمنون إذا شربوها .


[3950]:الدر المصون ج 9 ص 304