" لمثل هذا فليعمل العاملون " يحتمل أن يكون من كلام المؤمن لما رأى ما أعد الله له في الجنة وما أعطاه قال : " لمثل هذا " العطاء والفضل " فليعمل العاملون " نظير ما قال له الكافر : " أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا " [ الكهف : 34 ] . ويحتمل أن يكون من قول الملائكة . وقيل : هو من قول الله عز وجل لأهل الدنيا ، أي قد سمعتم ما في الجنة من الخيرات والجزاء ، و " لمثل هذا " الجزاء " فليعمل العاملون " . النحاس : وتقدير الكلام - والله أعلم - فليعمل العاملون لمثل هذا . فإن قال قائل : الفاء في العربية تدل على أن الثاني بعد الأول ، فكيف صار ما بعدها ينوى به التقديم ؟ فالجواب أن التقديم كمثل التأخير ؛ لأن حق حروف الخفض وما بعدها أن تكون متأخرة .
قوله : { لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ } أي لنيل مثل هذا النعيم الذي نحن فيه ، ينبغي أ يَنْصَبَ العباد ويبذلوا قصارى طاقاتهم ومقدورهم لفعل الطاعات والقُربات ، وليس للحظوظ الدنيوية السريعة الزوال ما ينبغي لذي عقل سليم ونفس سوية مستقيمة أ يُجهد نفسه كثيرا للحصول على حظوظ الدنيا ولذاتها ، فما الدنيا إلا حُطام داثر ، ما يلبث أن يتبدّد ويزول وإنما النباهة والسداد في ابتغاء مرضاة الله . وذلك يقتضي حرصا حقيقيّا كاملا ، وعملا متواصلا لا ينقطع من العبادة والطاعة للظفر برضوان الله والنجاة من غضبه وعقابه والفوز بنعيمه في الجنة مع النبيين والصديقين والأبرار وحَسَُنَ أولئك رفيقا . {[3956]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.