الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (48)

قوله تعالى :{ ويقولون متى هذا الوعد } لما قيل لهم : { اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم } قالوا : { متى هذا الوعد } وكان هذا استهزاء منهم أيضا أي : لا تحقيق لهذا الوعيد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (48)

ولما ذكر قلة خيرهم المستندة إلى تهكمهم باليوم الذي ذكروا به بالأمر بالاتقاء والتعليل بترجي الرحمة ، أتبعه حكاية استهزاء آخر منهم دال على عظيم جهلهم بتكذيبهم بما يوعدون على وجه التصريح بذلك اليوم والتصوير له بما لا يسع من له أدنى مسكة غير الانقياد له فقال : { ويقولون } أي : عادة مستمرة مضمونة إلى ما تقدم مما يستلزم تكذيبهم ، وزادوا بالتعبير بأداة القرب في تقريعهم إشارة إلى أنكم زدتم علينا في التهديد به والتقريب له حتى ظن أنه مصبحنا أو ممسينا ولم نحس منه عيناً ولا أثراً : { متى هذا } وزادوا في الاستهزاء بتسميته وعداً فقالوا : { الوعد } أي : الذي تهددوننا به تارة تلويحاً وتارة تصريحاً ، عجلوه لنا . وألهبوا وهيجوا زيادة في التكذيب بقولهم : { إن كنتم صادقين * } .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (48)

قوله تعالى : { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 48 ) مَا يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ( 49 ) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } .

يحكي الله ما يقوله المشركون مستهزئين مستعجلين الوعد بالبعث وقيام الساعة وهو قولهم { مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي : متى تقوم الساعة التي تتوعدوننا بها ، أو متى هذا العذاب الذي تخوفوننا منه { إن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي صادقين فيما تقولونه وتزعمونه . وهم يخاطبون بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على سبيل التكذيب والاستسخار والتهكم .