قوله : { وَيَقُولُونَ متى هَذَا الوعد } أي : القيامة والبعث «إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ » وهذا إشارة إلى ما اعتقدوا أن التقوى المأمور بها في قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتقوا } [ يس : 45 ] والإنفاق المذكور في قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ انفقوا } [ يس : 45 ] لا فائدة فيه ؛لأن الوعد لا حقيقة له وقولهم : «مَتَى هَذَا الوَعْدُ » أي : متى يقع المَوْعُودُ به .
«إنْ » للشرط وهي تستدعي جزاء{[46335]} ، و «متى » استفهام لا تصلح جواباً فيه فما الجواب ؟ .
قيل : هو في صورة الاستفهام وهو في المعنى إنكار كأنهم قالوا : إن كنتم صادقين في وقوع الحشر فَقُولُوا متى يكون .
الظاهر أن هذا الخطاب مع الأنبياء لأنهم لما أنكروا الرسالة قالوا إن كنتم أيها المُدَّعونَ للرسالة صادقين فأخبرونا متى يكون ما تَعِدُونَنَا به .
فإن قيل : ليس في هذا الموضع وعد فالإشارة بقوله : «هَذَا الوَعْد » إلى أي وعد ؟
فالجواب : هو ما في قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتقوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ } [ يس : 45 ] من قيام الساعة ، أو نقول : هو معلوم وإن لم يكن مذكوراً لكون الأنبياء مقيمين على تذكيرهم بالساعة والحساب{[46336]} والثواب والعقاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.