الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (54)

قوله تعالى : " فاليوم لا تظلم نفس شيئا " أي لا تنقص من ثواب عمل . " ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون " " ما " في محل نصب من وجهين : الأول أنه مفعول ثان لما لم يسم فاعله . والثاني بنزع حرف الصفة . تقديره : إلا بما كنتم تعملون ، أي تعملونه فحذف .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (54)

ولما كان هذا الإحضار بسبب العدل وإظهار جميع صفات الكمال قال : { فاليوم } ولما كان نفي الظلم مطلقاً أبلغ من نفيه عن أحد بعينه ، وأدل على المراد وأوجز ، قال لافتاً القول عن الإظهار أو الإضمار بمظهر العظمة أو غيره ! { لا تظلم } ولما كان التعبير بما كثر جعله محط الرذائل والحظوظ والنقائص أدل على عموم نفي الظلم قال : { نفس } أي أيّ نفس كانت مكروهة أو محبوبة { شيئاً } أي لا يقع لها ظلم ما من أحد ما في شي ما . ولما كانت المجازاة بالجنس أدل على القدرة وأدخل في العدل ، قال محققاً بالخطاب والجمع أن المنفي ظلمه كل من يصلح للخطاب لئلا يقع في وهم أن المنفي ظلمه نفوس مخصوصة أو نفس واحد : { ولا تجزون } أي على عمل من الأعمال شيئاً من الجزاء من أحد ما { إلا ما كنتم تعملون * } ديدناً لكم بما ركز في جبلاتكم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (54)

قوله : { فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا } اليوم منصوب على الظرفية . واليوم هو يوم القيامة . و { شيئا } مفعول به ثان{[3916]} والخطاب من الله للعالمين وهو أهم لا يصيبهم ظلم في هذا اليوم المشهود { وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } لا يُجازى العباد إلا بما قدموه من أعمال ، فإن خيرا فخير ، وإن شرا فشرٌّ . ولا يظلم الله أحدا من العالمين{[3917]} .


[3916]:الدر المصون ج 9 ص 276
[3917]:تفسير النسفي ج 4 ص 10 وتفسير البيضاوي 586