نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (48)

ولما ذكر قلة خيرهم المستندة إلى تهكمهم باليوم الذي ذكروا به بالأمر بالاتقاء والتعليل بترجي الرحمة ، أتبعه حكاية استهزاء آخر منهم دال على عظيم جهلهم بتكذيبهم بما يوعدون على وجه التصريح بذلك اليوم والتصوير له بما لا يسع من له أدنى مسكة غير الانقياد له فقال : { ويقولون } أي : عادة مستمرة مضمونة إلى ما تقدم مما يستلزم تكذيبهم ، وزادوا بالتعبير بأداة القرب في تقريعهم إشارة إلى أنكم زدتم علينا في التهديد به والتقريب له حتى ظن أنه مصبحنا أو ممسينا ولم نحس منه عيناً ولا أثراً : { متى هذا } وزادوا في الاستهزاء بتسميته وعداً فقالوا : { الوعد } أي : الذي تهددوننا به تارة تلويحاً وتارة تصريحاً ، عجلوه لنا . وألهبوا وهيجوا زيادة في التكذيب بقولهم : { إن كنتم صادقين * } .