الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

" إلا عباد الله المخلصين " استثناء ممن يذوق العذاب . وقراءة أهل المدينة والكوفة " المخلصين " بفتح اللام ، يعني الذين أخلصهم الله لطاعته ودينه وولايته . الباقون بكسر اللام ، أي الذين أخلصوا لله العبادة . وقيل : هو استثناء منقطع ، أي إنكم أيها المجرمون ذائقو العذاب لكن عباد الله المخلصين لا يذوقون العذاب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

ولما كان في المخاطبين بهذا من علم الله أنه سيؤمن ، و استثنى من واو " ذائقوا " قوله مرغباً لهم في الإيمان مشيراً إلى أنهم لا يحملهم على الثبات على ما هم عليه من الضلال إلا غش الضمائر بالرياء وغيره ، فهو استثناء متصل بهذا الاعتبار الدقيق : { إلا عباد الله } فرغبهم بوصف العبودية الذي لا أعز منه ، وأضافهم زيادة في الاستعطاف إلى الاسم الأعظم الدال على جميع صفات الكمال ، وزاد رغباً بالوصف الذي لا وصف أجلّ منه فقال : { المخلصين * } .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

قوله تعالى : { إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ( 40 ) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ ( 41 ) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ ( 42 ) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( 43 ) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ( 44 ) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ( 45 ) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ( 46 ) لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ( 47 ) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ( 48 ) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ } .

استثنى من حال الكافرين وخسرانهم وتعذيبهم ، المؤمنين بقوله : { إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ } وذلك استثناء منقطع{[3948]} فإنه لما ذكر شيئا من أحوال الكافرين وما يجزوْنه من العذاب ، ذكر شيئا من أحوال المؤمنين وما يفيض الله به عليهم من أصناف النعم ، وهؤلاء هم المؤمنون الذين استخلصهم الله للإيمان والامتثال وحسن المصير .


[3948]:الدر المصون ج 9 ص 302