" فقتل " أي لعن . وكان بعض أهل التأويل يقول : معناها فقهر وغلب ، وكل مذلل مقتل ، قال الشاعر{[15574]} :
وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي *** بسهميك في أعشار قلب مقتل
وقال الزهري : عذب ، وهو من باب الدعاء . " كيف قدر " قال ناس : " كيف " تعجيب ، كما يقال للرجل تتعجب من صنيعه : كيف فعلت هذا ؟ وذلك كقوله : " انظر كيف ضربوا لك الأمثال " [ الإسراء : 48 ] .
{ فقتل كيف قدر } دعاء عليه وذم وكرره تأكيدا لذمه وتقبيح حاله قاله ابن عطية : ويحتمل أن يكون مقتضاه استحسان منزعه الأول حين أعجبه القرآن ، فيكون قوله قتل لا يراد به الدعاء عليه وإنما هو كقولهم قاتل الله فلانا ما أنجعه يريدون التعجب من حاله واستعظام وصفه ، وقال الزمخشري : يحتمل أن يكون ثناء عليه على طريقة الاستهزاء أو حكاية لقول قريش تهكما بهم .
ولما كان الضار إنما هو الهلاك لا كونه من معين ، سبب عن ذلك بانياً للمفعول قوله مخبراً و-{[69785]} داعياً دعاءً مجاباً لا يمكن تخلفه : { فقتل } أي هلك ولعن وطرد في دنياه هذه . ولما كان التقدير غاية التفكير ، وكان التفكير ينبغي أن يهديه إلى الصواب فقاده إلى الغي ، عجب منه فقال منكراً عليه معبراً بأداة الاستفهام إشارة إلى أنه مما يتعجب منه ويسأل عنه : { كيف قدر * } أي على أي كيفية أوقع تقديره هذا ، وإذا أنكر مطلق-{[69786]} الكيفية لكونها لا تكاد لبطلانها تتحقق ، كان إنكار الكيف أحق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.