اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَقُتِلَ كَيۡفَ قَدَّرَ} (19)

قوله : { فَقُتِلَ } ، أي : لعنَ .

وقيل : قُهِرَ وغلبَ .

وقال الزهري : عذب ، وهو من باب الدعاء .

قال ابن الخطيب{[58515]} : وهذا إنما يذكرُ عند التعجب والاستعظام .

ومثله قولهم : قتلهُ اللَّهُ ما أشجعهُ ، وأخزاه الله ما أفجره ، ومعناهُ : أنه قد بلغ المبلغ الذي هو حقيق بأن يحسد ويدعو عليه حاسدهُ بذلك ، وإذا عرف ذلك ، فنقول : هنا يحتملُ وجهين :

الأول : أنه تعجب من قوة خاطره ، يعني أنه لا يمكن القدحُ في أمر محمدٍ صلى الله عليه وسلم بشبهةٍ أعظم ولا أقوى مما ذكرهُ هذا القائلُ .

الثاني : الثناءُ عليه على طريقةِ الاستهزاء ، يعني أن هذا الذي ذكره في غاية الركاكة والسقوط .

قوله : { كَيْفَ قَدَّرَ } ، أي : كيف فعل هذا ، كقوله تعالى : { انظر كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأمثال } [ الإسراء : 48 ] ثم قيل : بضرب آخر من العقوبة . «كيف قدَّر » على أيّ حال قدَّر .


[58515]:ينظر: الفخر الرازي 3/177.