لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (12)

أي : في الجنة . ويقال : مقربون إلا من الجنة فمحال أن يكونوا في الجنة ثم يُقَرَّبون من الجنة ، وإنما يُقَرَّبُون إِلى غير الجنة : يُقَرَّبون من بِساط القربة . .

وأنَّى بالبساط ولا بساط ؟ ! مقربون . . . ولكن من حيث الكرامة لا من حيث المسافة ؛ مُقَرَّبةٌ نفوسُهم من الجنة وقلوبهُم إلى الحقِّ .

مُقَرَّبةٌ قلوبهُم من بساط المعرفة ، وأرواحُهم من ساحات الشهود - فالحقُّ عزيز . . لا قُرْبَ ولا بُعْدَ ، ولا فَصْلَ ولا وَصْلَ .

ويقال : مقربون ولكن من حظوظِهم ونصيِبهم . وأحوالُهم - وإنْ صَفَتْ - فالحقُّ وراء الوراء .