اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (12)

قوله : { فِي جَنَّاتِ النعيم } .

يجوز أن يكون خبراً ثانياً ، وأن يكون حالاً من الضمير في «المُقَرَّبُون » ، وأن يكون متعلقاً به ، أي : قربوا إلى رحمة الله في جنات النعيم .

ويبعد أن تكون «في » بمعنى «إلى » .

وقرأ طلحة{[54739]} : «في جنَّةٍ » بالإفراد .

وإضافة الجنة إلى النعيم من إضافة المكان إلى ما يكون فيه ، كما يقال : «دار الضِّيافة ، ودار الدَّعوة ، ودار العدل » .

وذكر النعيم هنا معرفاً ، وفي آخر السورة منكراً ؛ لأن السَّابقين معلومون ، فعرفهم باللام المستغرقة لجنسهم ، وأما هنا فإنهم غير معروفين لقوله : { إِن كَانَ مِنَ المقرّبين } فجعل موضعه غير معروف ، أو يقال : إن المذكور هنا جميع السَّابقين ، ومنزلتهم أعلى المنازل ، فهي معروفة ، لأنها لا حدّ فوقها .

وأما باقي المقربين فلكل واحد مرتبة ودرجة ، فمنازلهم متفاوتة ، فهم في جنات متباينة في المنزلة ، لا يجمعها صفة ، فلم يعرفها .


[54739]:ينظر: المحرر الوجيز 5/240، والبحر المحيط 8/205، والدر المصون 6/254.