في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ} (41)

وكذلك يتحدد مبدأ فردية التبعة ، إلى جانب عدالة الجزاء . فتتحقق للإنسان قيمته الإنسانية . القائمة على اعتباره مخلوقا راشدا مسؤولا مؤتمنا على نفسه ؛ كريما تتاح له الفرصة للعمل ثم يؤخذ بما عمل وتتحقق له كذلك الطمأنينة على عدالة الجزاء . عدالة مطلقة لا يميل بها الهوى ، ولا يقعد بها القصور ، ولا ينقص منها الجهل بحقائق الأمور .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ} (41)

{ ثُمَّ } أي يجري الإنسان سعيه ، يقال : جزاه الله عز وجل بعمله وجزاه على عمله وجزاه عمله بحذف الجار وإيصال الفعل ، وقوله تعالى : { يُجْزَاهُ الجزاء الأوفى } مصدر مبين للنوع وإذا جاز وصف المجزى به بالأوفى جاز وصف الحدث عن الجزاء لملابسته له ، وجوز كونه مفعولاً به بمعنى المجزى به وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل . ولا بأس لأن الثاني بالحدث والإيصال لا التوسع فيجيء فيه الخلاف ، وبعضهم يجعل الجزاء منصوباً بنزع الخافض ، وجوز أن يكون الضمير المنصوب في { يُجْزَاهُ } للجزاء لا للسعي ، و { الجزاء الأوفى } عليه عطف بيان ، أو بدل كما في قوله تعالى : { وَأَسَرُّواْ النجوى الذين ظَلَمُواْ } [ الأنبياء : 3 ] وتعقبه أبو حيان بأن فيه إبدال الظاهر من الضمير وهي مسألة خلافية والصحيح المنع .