في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (139)

69

وتختم هذه اللمحات بلمحة عن يونس صاحب الحوت :

( وإن يونس لمن المرسلين . إذ أبق إلى الفلك المشحون . فساهم فكان من المدحضين . فالتقمه الحوت وهو مُلِيم . فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون . فنبذناه بالعراء وهو سقيم . وأنبتنا عليه شجرة من يقطين . وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون . فآمنوا فمتعناهم إلى حين ) . .

ولا يذكر القرآن أين كان قوم يونس . ولكن المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر . وتذكر الروايات أن يونس ضاق صدراً بتكذيب قومه . فأنذرهم بعذاب قريب . وغادرهم مغضباً آبقاً .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (139)

ولما أكمل سبحانه ما أراد من أمور من كان على أيديهم هلاك في الدنيا أو في الآخرة ، ختم بمن آل أمر قومه إلى سلامة وإيمان ونعمة وإحسان تغليباً للترجية على التأسية والتعزية فقال مؤكداً لأن ما يأتي من ذكر الاباق وبما أوهم شيئاً في أمره : { وإن يونس } أي أحد أنبياء بني إسرائيل وهو يونس بن متى عليه السلام ، حكى البغوي في قصة إلياس عليه السلام أنه لما أرسله الله تعالى إلى سبطه من بني إسرائيل الذين كانوا في مدينة بعلبك ، فكذبوه وأراد ملكهم قتله فاختفى في تلك الجبال ، اشتاق إلى الناس فنزل فمكث عند امرأة من بني إسرائيل وهي أم يونس بن متى عليه السلام ، وكان يونس إذ ذاك رضيعاً ثم رجع إلى الجبال فمات يونس عليه السلام ، فأتت أمه إلى تلك الجبال ، فما زالت تطوف حتى ظفرت بإلياس عليه السلام ، فسألته أن يدعو لابنها فيحييه الله ، فقال لها : إني لم أومر بهذا ، وإنما أنا عبد مأمور ، فجزعت فزاد جزعها وتضرعها إليه ، فرق لها ورحمها وسار معها فوصل إلى بيتها بعد أربعة عشر يوماً من حين مات ، وهو مسجى في ناحية البيت ، فدعا الله فأحياه لها ، وعاد إلياس عليه السلام إلى جبله { لمن المرسلين * } .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (139)

قوله تعالى : { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } .

يخبر الله عن نبيه يونس ذي النون . وهو ابن متى بعثه الله إلى أهل نينوى من قرى الموصل على دجلة ومن داناهم فكذبوه على عادة الأمم مع الرسل . وقد أنذرهم بالعذاب فلما تأخر عنهم العذاب خرج عنهم مغاضبا وقصد البحر وركب السفينة فكان بذهابه إلى البحر من غير إذن ربه كالفارّ من مولاه فوصف بالإباق{[3978]} وهو قوله : { إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ }


[3978]:أحكام القرآن لابن العربي ج 4 ص 1609 وتفسير ابن كثير ج 4 ص 20