في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

69

وعندما أحس بالضيق في بطن الحوت سبح الله واستغفره وذكر أنه كان من الظالمين . وقال : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

ولما وقع ما وقع فتجرد عن نفسه وغيرها تجرداً لم يكن لأحد مثل مجموعه لا جرم ، زاد في التجرد بالفناء في مقام الوحدانية فلازم التنزيه حتى أنجاه الله تعالى ، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : { فلولا أنه كان } أي خلقاً وخلقاً { من المسبحين * } أي العريقين في هذا المقام ، وهو ما يصح إطلاق التسبيح في اللغة عليه من التنزيه بالقلب واللسان والأركان بالصلاة وغيرها لأن خلقه مطابق لما هيىء له من خلقه ، فهو لازم لذلك في وقت الرخاء والدعة والخفض والسعة ، فكيف به في حال الشدة ، وحمله ابن عباس رضي الله عنهما على الصلاة

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

قوله : { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ } يعني لولا أن يونس كان من المصلين لله لبقي رهين الحبس في بطن الحوت حتى تقوم الساعة . وقيل : لولا ما تقدم له من صالح الأعمال في الرخاء ، أي قبل ابتلائه بالحوت للبث في بطنه إلى يوم القيامة عقوبة له ، فيكون بعض الحوت له قبرا إلى يوم البعث .

واللهُ جل جلاله يدفع الشدائد والنائبات عن عباده المؤمنين الذين سبقت لهم الطاعات والصالحات في أوقات الرخاء . فما يكون العبد المؤمن منيبا إلى ربه مطيعا لأمره في أحواله المعتادة من الراحة والأمن إلا كفّ الله عنه البلايا والمحن أو هونها عليه تهوينا . وفي حديث ابن عباس : " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " .