وعقب عليها كذلك بإيحاء جديد وظل جديد :
فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب . ومن الليل فسبحه وأدبار السجود . .
وطلوع الشمس وغروبها ومشهد الليل الذي يعقب الغروب . . كلها ظواهر مرتبطة بالسماوات والأرض . وهو يربط إليها التسبيح والحمد والسجود . ويتحدث في ظلالها عن الصبر على ما يقولون من إنكار للبعث وجحود بقدرة الله على الإحياء والإعادة . فإذا جو جديد يحيط بتلك اللمسة المكررة . جو الصبر والحمد والتسبيح والسجود . موصولا كل ذلك بصفحة الكون وظواهر الوجود ، تثور في الحس كلما نظر إلى السماوات والأرض ؛ وكلما رأى مطلع الشمس ، أو مقدم الليل ؛ وكلما سجد لله في شروق أو غروب . .
{ فاصبر على ما يقولون } : أي فاصبر يا رسولنا على ما يقوله اليهود وغيرهم من التشبيه لله والتكذيب بصفاته .
{ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس } : أي صل حامداً لربك قبل طلوع الشمس وهي صلاة الصبح .
{ وقبل الغروب } : أي صل صلاة الظهر والعصر .
وقوله تعالى { فاصبر على ما يقولون وسبح } أي فاصبر يا رسولنا على ما يقوله يهود وغيرهم من الكفر والباطل واستعن على ذلك أي على الصبر وهو صعب بالصلاة التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب .
ولما دل سبحانه على شمول العلم وإحاطة القدرة ، وكشف فيهما الأمر أتم كشف ، كان علم الحبيب القادر بما يفعل العدو أعظم نذارة للعدو وبشارة للولي ، سبب عن ذلك قوله : { فاصبر على ما } أي جميع الذي { يقولون } أي الكفرة وغيرهم . ولما-{[61256]} كانت أقوالهم لا تليق بالجناب الأقدس ، أمر سبحانه بما يفيد أن ذلك بإرادته وأنه موجب لتنزيهه ، وكماله ، لأنه قهر قائله على قوله ، ولو كان الأمر بإرادة ذلك القائل استقلالاً لكان ذلك في غاية البعد عنه ، لأنه موجب للهلاك ، فقال : { وسبح } أي أوقع التنزيه عن كل شائبة نقص متلبساً{[61257]} { بحمد ربك } أي بإثبات الإحاطة بجميع صفات الكمال للسيد المدبر المحسن إليك بجميع هذه البراهين التي خصك بها تفضيلاً لك على جميع الخلق في جميع ما { قبل طلوع الشمس } بصلاة الصبح ، وما يليق به من التسبيح غيرها { وقبل الغروب } بصلاة العصر والظهر كذلك فالعصر أصل لذلك الوقت والظهر تبع لها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.