في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ} (121)

100

فأما الذين لا يؤمنون بعد ذلك فلا موعظة لهم ولا ذكرى . وإنما الكلمة الفاصلة ، والمفاصلة الحاسمة :

( وقل للذين لا يؤمنون : اعملوا على مكانتكم إنا عاملون )

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ} (121)

يقول تعالى آمرا رسوله أن يقول للذين لا يؤمنون بما جاء به من ربه على وجه التهديد : { اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي : على طريقتكم ومنهجكم ، { إِنَّا عَامِلُونَ } أي : على طريقتنا ومنهجنا ،

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ} (121)

{ وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم } على حالكم . { إنا عاملون } على حالنا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ} (121)

وقوله تعالى : { وقل للذين لا يؤمنون } الآية ، هذه آية وعيد ، أي { اعملوا } على حالاتكم التي أنتم عليها من كفركم .

وقرأ الجمهور هنا : { مكانتكم } واحدة دالة على جمع وألفاظ هذه الآية تصلح للموادعة ، وتصلح أن تقال على جهة الوعيد المحض والحرب قائمة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ} (121)

عطف على جملة { وجاءك في هذه الحق } [ هود : 120 ] الآية ، لأنّها لما اشتملت على أنّ في هذه القصة ذكرى للمؤمنين أمَر بأن يخاطب الذين لا يؤمنون بما فيها خطاب الآيِس من انتفاعهم بالذكرى الذي لا يعبأ باعراضهم ولا يصدّه عن دعوته إلى الحقّ تألبهم على باطلهم ومقاومتهم الحق . فلا جرم كان قوله : { وقل للذين لا يؤمنون } عديلاً لقوله : { وموعظة وذكرى للمؤمنين } [ هود : 120 ] . وهذا القول مأمور أن بقوله على لسانه ولسان المؤمنين .

وقوله : { اعملوا على مكانتكم إنّا عاملون } هو نظير ما حكي عن شعيب عليه السّلام في هذه السورة آنفاً .

ضمائر { إنّا عاملون } { وإنّا منتظرون } للنبيء والمؤمنين الذين معه .

وفي أمر الله رسوله بأن يقول ذلك على لسان المؤمنين شهادة من الله بصدق إيمانهم . وفيه التفويض إلى رأس الأمّة بأن يقطع أمراً عن أمته ثقة بأنّهم لا يردّون فعله . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهوازن لما جاءوا تائبين وطالبين رَدّ سباياهم وغنائمهم « اختاروا أحدَ الأمرين السبيَ أو الأموال » فلمّا اختاروا السبي رجع السبي إلى أهله ولم يسْتشر المسلمين ، ولكنّه جعل لمن يُطيب ذلك لهوازن أن يكون على حقه في أوّل ما يجيء من السبي ، فقال المؤمنون : طيّبنا ذلك .