نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ} (121)

ولما ذكر نفع هذا الحق ، كان كأنه قيل : فعظهم بذلك وذكرهم به ، فعطف عليه قوله : { وقل } {[40352]}ويجوز أن يكون معطوفاً على قوله { واصبر } أي اصبر على ما أمرناك به من تبليغ وحينا وامتثاله ، وقل{[40353]} { للذين } أي لم تؤثر فيهم هذه الموعظة{[40354]} فهم { لا يؤمنون } أي لا{[40355]} يتجدد لهم{[40356]} إيمان منذراً لهم { اعملوا } متمكنين { على مكانتكم } أي طريقتكم التي تتمكنون من العمل عليها .

ولما كان العمل واجباً عليه صلى الله عليه وسلم وعلى كل من{[40357]} تبعه فهم عاملون لا محالة سواء عمل الكفار أو لا ، قال مؤكداً لأجل إنكار الكفار أن يدوموا على العمل المخالف لهم مع{[40358]} ما يصل إليهم {[40359]}لأجله من الضر ، معرياً له عن فاء السبب{[40360]} لذلك والاستئناف{[40361]} : { إنا } أي أنا ومن معي{[40362]} { عاملون* } {[40363]}أي ثابت عملنا{[40364]} لا نحول عنه لأن ما كان لله فهو دائم بدوامه سبحانه{[40365]} ، وحذف النون الثانية اكتفاء بمطلق التأكيد لأنه كافٍ في{[40366]} الإعلام بالجزم في النية ، وفيه تأدب{[40367]} بالإشارة إلى أن المستقبل أمر لا اطلاع عليه لغير الله فينبغي أن لا يبلغ في التأكيد فيه غيره ، وهذا بخلاف ما في سورة فصلت مما هو جارٍ على ألسنة{[40368]} الكفرة


[40352]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[40353]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[40354]:من ظ ومد، وفي الأصل: المواعظ.
[40355]:سقط من مد.
[40356]:في ظ ومد: منهم.
[40357]:زيد في مد: تبعهم.
[40358]:في ظ: على.
[40359]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[40360]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[40361]:زيد من مد.
[40362]:زيد من مد.
[40363]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[40364]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[40365]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[40366]:من ظ ومد، وفي الأصل: من.
[40367]:في ظ: تأديب.
[40368]:في ظ ومد: السن.