تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ} (121)

وقوله تعالى : ( وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ ) المكانة المنزلة القدرة . يقول : اعملوا أنتم على مكانتكم ومنزلكتم التي عند أتباعكم ؛ كأنه يخاطب به الأشراف منهم والرؤساء ( إنا عاملون ) على المكانة والمنزلة لنا عند الله ، فننظر أينا أرجح نحن أم[ في الأصل وم : أو ] أنتم ؟ وأينا أخسر نحن أم[ ي الأصل وم : أو ] أنتم ؟

وقوله تعالى : ( اعملوا على مكانتكم إنا عاملون ) يخرج على وجهين :

أحدهما : على التوبيخ /248-ب/ والتخويف عندما بلغ في الحجاج ، فلم ينجع فيهم ، فقال ذلك[ أدرج قبلها في الأصل وم : عند ] كقوله : ( لكم دينكم ولي دين )[ الكافرون : 6 ] ونحوه .

والثاني : على الإعجاز لما أرادوا به من المكر والكيد بقوله : ( اعملوا على مكانتكم إنا عاملون ) اعملوا ما تريدون ، وأنا أعمل .