في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ} (23)

وفي نهاية هذه الجولة يعرض عليهم مصائر الذين قالوا قولتهم تلك واتبعوا طريقهم في المحاكاة والتقليد ، وفي الإعراض والتكذيب ، بعد الإصرار على ما هم فيه على الرغم من الإعذار والبيان !

( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها : إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون . قال : أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم ? قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون . فانتقمنا منهم : فانظر كيف كان عاقبة المكذبين . . )

وهكذا يتجلى أن طبيعة المعرضين عن الهدى واحدة ، وحجتهم كذلك مكرورة : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون )أو( مقتدون ) . .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ} (23)

{ وكذلك } أي الأمر كما ذكر من عجزهم عن الحجة وتمسكهم بالتقليد الباطل . وقوله{ ما أرسلنا . . . } استئناف مبين لذلك ، دال على أن التقليد فيما بينهم ضلال قديم ؛ ليس لأسلافهم أيضا مستند غيره . { قال مترفوها } منعموها ، وهم الرؤساء والطغاة الذين صرفهم التنعم وحب البطالة عن النظر إلى التقليد . جمع مترف . يقال : ترف – كفرح – تنعم . وأترفته النعمة : أطغته .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ} (23)

قوله : { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلاّ قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّة } أي مثل الذي فعله هؤلاء المشركون من قومك فعل من كان قبلهم من المشركين السابقين وقالوا مثل قولهم . وبيان ذلك : أننا ما أرسلنا إلى أهل قرية من رسول ينذرهم سوء العذاب ويحذرهم عقاب الله وغضبه إلا قال لهم المترفون وهم ههنا أشراف القوم وسادتهم وكبراؤهم في الكفر والضلال –قالوا : إنا وجدنا آباءنا على ملة ودين ونحن مقتفون آثارهم في ذلك ومتبعوهم في منهاجهم وطريقتهم فنفعل كما فعلوا ونعبد ما كانوا يعبدون ، فهم بذلك مقلدون في الباطل لا ينفكون عن اتباع الآباء والأجداد في مللهم وعبادتهم وليس لهم في ذلك من حجة ولا برهان .