في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ} (46)

وهنا تعرض في خطفة سريعة رقعة الحياة الدنيا التي طويت في السياق . فإذا نحن في الأرض مرة أخرى . وإذا التبكيت والترذيل يوجهان للمجرمين !

( كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون . ويل يومئذ للمكذبين ! ) . .

وهكذا تختلط الدنيا بالآخرة في فقرتين متواليتين ، وفي مشهدين معروضين كأنهما حاضران في أوان ، وإن كانت تفرق بينهما أزمان وأزمان . فبينما كان الخطاب موجها للمتقين في الآخرة ، إذا هو موجه للمجرمين فيالدنيا . وكأنما ليقال لهم : اشهدوا الفارق بين الموقفين . . وكلوا وتمتعوا قليلا في هذه الدار ، لتحرموا وتعذبوا طويلا في تلك الدار . . ( ويل يومئذ للمكذبين ! ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ} (46)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ} (46)

كلوا من لذائذ الدنيا ، واستمتعوا بشهواتها الفانية فإن البقاء فيها قليل ، وأنتم مجرمون لا تستحقون التكريم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ} (46)

ثم قال لكفار مكة :{ كلوا وتمتعوا قليلاً } في الدنيا ، { إنكم مجرمون } مشركون بالله عز وجل مستحقون للعذاب .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ} (46)

{ كلوا وتمتعوا } في الدنيا { قليلا إنكم مجرمون } مشركون

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ} (46)

ولما ذكر نعيم أهل الجنة الذي لا ينقضي لأن لهم غاية المكنة فيه ، وكان ذلك آجلاً ، وكان المكذبون في اتساع في الدنيا ، وتقدم قوله تعالى{ إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع }[ الطور : 7 ] وكان الشقاء متى وقع بعد نعيم نسخه وعد النعيم - ولو كان كثيراً طويلاً - قليلاً ، قال نتيجة لجواب القسم ضد ما يقال للمتقين تسلية لهم وتحزيناً للمكذبين بناء على ما تقديره : إن المكذبين في هذه الدنيا في استدراج وغرور ، ويقول لهم لسان الحال المعرب عن أحوالهم{[70984]} في المآل توبيخاً وتهديداً : { كلوا } أي أيها المكذبون في هذه الدنيا { وتمتعوا } أي كذلك بمثل الجيفة ، فإن المتاع{[70985]} من أسمائها كما مر غير مرة عن أهل اللغة { قليلاً } أي وإن امتد زمنه فإنه زائل مع قصر مدته في مدة الآخرة ، ولا يؤثر ذلك على الباقي النفيس إلا خسيس{[70986]} الهمة ، قال الرازي ، وقال بعضهم : التمتع بالدنيا{[70987]} من أفعال الكافرين ، والسعي لها من أفعال الظالمين ، والاطمئنان إليها من أفعال الكاذبين ، والسكون فيها على حد الإذن والأخذ منها على قدر الحاجة من أفعال عوام المؤمنين ، والإعراض عنها من أفعال الزاهدين ، وأهل الحقيقة أجل خطراً من أن يؤثر فيهم حب الدنيا وبغضها وجمعها وتركها .

ولما أحلهم{[70988]} هذا المحل الخبيث ، وكان التقدير : فإنه لا بد من وقوع العذاب بكم يوم الفصل ، علل ذلك بقوله مؤكداً لأنهم ينكرون وصفهم بذلك : { إنكم مجرمون * } أي عريقون في قطع كل ما أراد الله به أن يوصل ، فلا جائز أن تعاملوا معاملة المحسنين ، فلذلك كانت نتيجة هذا { ويل يومئذ . . . . }


[70984]:في ظ: أعمالهم.
[70985]:من ظ و م، وفي الأصل: في.
[70986]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م فحذفناها
[70987]:من ظ و م، وفي الأصل: في الدنيا.
[70988]:من ظ و م، وفي الأصل: أحل.