غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ} (46)

1

ثم ذكر أن هذا الويل ثابت لهم في حال ما يقال في الآخرة { كلوا وتمتعوا } قال جار الله : هذا في طريقة قول القائل :

إخوتي لا تبعدوا أبداً *** وبلى والله قد بعدوا

أي كنتم أحقاء في حياتكم بأن يدعى لكم بهذا ، وفيه توبيخ وتذكير بحالهم السمجة وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل على النعيم المقيم ، وعلل ذلك بكونهم مجرمين إيعاداً لكل مجرم ، وجوز أن يكون { كلوا وتمتعوا } كلاماً مستأنفاً خطاباً للمكذبين في الدنيا .

/خ50