فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ} (46)

{ كلوا وتمتعوا } خطاب للكفار أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم ذلك تذكيرا لهم بحالهم في الدنيا أو يقال لهم هذا في الدنيا ، وإنما قال { قليلا } لأن متاع الدنيا وزمانه قليل لأنه زائل مع قصر مدته في مقابلة مدة الآخرة ، وذلك إلى منتهى آجالهم .

قال بعض العلماء التمتع بالدنيا من أفعال الكافرين ، والسعي لها من أفعال الظالمين والاطمئنان إليها من أفعال الكاذبين ، والسكون فيها على حد الإذن والأخذ منها على قدر الحاجة من أفعال عوام المؤمنين ، والإعراض عنها من أفعال الزاهدين ، وأهل الحقيقة أجل خطرا من أن يؤثر فيهم حب الدنيا وبغضها وجمعها وتركها .

{ إنكم مجرمون } أي المشركون بالله ، وهذا وإن كان في اللفظ أمر فهو في المعنى تهديد وزجر عظيم