في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

والملك هو المالك الحاكم المتصرف . والإله هو المستعلي المستولي المتسلط . . وهذه الصفات فيها حماية من الشر الذي يتدسس إلى الصدور . . وهي لا تعرف كيف تدفعه لأنه مستور .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

{ ملك الناس } مالكهم ملكا تاما ، والمتصرف فيهم تصرفا كاملا ، ملوكا وعبيدا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

مالك الناس ومدبّر أمورهم ، حاكمين ومحكومين ، هو يحكمهم جميعاً ، ويربّيهم بإفاضة ما يُصْلِحُهم ، وما يدفع الضررَ عنهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قل يا محمد أستجير بِرَبّ النّاسِ ، مَلِكِ النّاسِ ، وهو ملك جميع الخلق : إنسِهم وجنهم ، وغير ذلك ، إعلاما منه بذلك مَنْ كان يعظّم الناس تعظيم المؤمنين ربّهم ، أنه مَلِكُ من يعظمه ، وأن ذلك في مُلكه وسلطانه ، تجري عليه قُدرته ، وأنه أولى بالتعظيم ، وأحقّ بالتعبد له ممن يعظمه ، ويتعبّد له ، من غيره من الناس ....

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

لأن في الناس ملوكاً ، فذكر أنه ملكهم ، وفي الناس من يعبد غيره ، فذكر أنه إلههم ومعبودهم .

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت : { مَلِكِ الناس إله الناس } ما هما من رب الناس ؟ قلت : هما عطف بيان ، كقولك : سيرة أبي حفص عمر الفاروق . بين ب{ ملك الناس } ، ثم زيد بياناً ب{ إله الناس } ؛ لأنه قد يقال لغيره : رب الناس ، كقوله : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أَرْبَاباً مّن دُونِ الله } [ التوبة : 31 ] وقد يقال : ملك الناس .

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{ ملك الناس } ثم الملك قد يكون إلها وقد لا يكون فلا جرم بينه بقوله : { إله الناس } لأن الإله خاص به وهو سبحانه لا يشركه فيه غيره، وأيضا بدأ بذكر الرب وهو اسم لمن قام بتدبيره وإصلاحه ، وهو من أوائل نعمه إلى أن رباه وأعطاه العقل فحينئذ عرف بالدليل أنه عبد مملوك وهو ملكه ، فثنى بذكر الملك ، ثم لما علم أن العبادة لازمة له واجبة عليه ، وعرف أن معبوده مستحق لتلك العبادة عرف أنه إله ، فلهذا ختم به ....

التفسير القيم لابن القيم 751 هـ :

فهو ملكهم المتصرف فيهم ، وهم عبيده ومماليكه ، وهو المتصرف لهم المدبر لهم كما يشاء ، النافذ القدرة فيهم ، الذي له السلطان التام عليهم ، فهو ملكهم الحق : الذي إليه مفزعهم عند الشدائد والنوائب ، وهو مستغاثهم ومعاذهم وملجأهم ، فلا صلاح لهم ، ولا قيام ، إلا به وبتدبيره ، فليس لهم ملك غيره يهربون إليه إذا دهمهم العدو ، ويستصرخون به إذا نزل العدو بساحتهم ....

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان الرب والملك متقاربين في المفهوم ، وكان الرب أقرب في المفهوم إلى اللطف والتربية ، وكان الملك للقهر والاستيلاء وإظهار العدل ألزم ، وكان الرب قد لا يكون ملكاً ، فلا يكون كامل التصرف ، اقتضت البلاغة تقديم الأول ، وإتباعه الثاني ، فقال تعالى : { ملك الناس } إشارة إلى أن له كمال التصرف ، ونفوذ القدرة ، وتمام السلطان ، وإليه المفزع وهو المستعان ، والمستغاث والملجأ والمعاد .

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

والملك هو المالك الحاكم المتصرف . والإله هو المستعلي المستولي المتسلط . . وهذه الصفات فيها حماية من الشر الذي يتدسس إلى الصدور . . وهي لا تعرف كيف تدفعه لأنه مستور ...

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

قوله تعالى : { قل أعوذ برب الناس } أي مالكهم ومصلح أمورهم . وإنما ذكر أنه رب الناس ، وإن كان ربا لجميع الخلق لأمرين :

أحدهما : لأن الناس معظمون ، فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا .

الثاني : لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم ، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم .

وإنما قال : { ملك الناس إله الناس } ؛ لأن في الناس ملوكا يذكر أنه ملكهم ، وفي الناس من يعبد غيره ، فذكر أنه إلههم ومعبودهم ، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه ، دون الملوك والعظماء .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

{ ملك الناس إله الناس } هذا عطف بيان ، فإن قيل : لم قدم وصفه تعالى برب ، ثم بملك ، ثم بإله ؟ فالجواب : أن هذا على الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى ، وذلك أن الرب قد يطلق على كثير من الناس ، فيقال : فلان رب الدار ، وشبه ذلك ، فبدأ به لاشتراك معناه : وأما الملك فلا يوصف به إلا أحد من الناس ، وهم الملوك ، ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس ، فلذلك جاء به بعد الرب ، وأما الإله فهو أعلى من الملك ، ولذلك لا يدعي الملوك أنهم آلهة ، فإنما الإله واحد لا شريك له ولا نظير ، فلذلك ختم به ؛ فإن قيل : لما أظهر المضاف إليه -وهو الناس في المرة الثانية والثالثة - فهلا أضمره في المرتين لتقديم ذكره في قوله : { برب الناس } ؟ أو هلا اكتفى بإظهاره في المرة الثانية ؟ فالجواب : أنه لما كان عطف بيان حسن فيه البيان ، وهو الإظهار دون الإضمار ، وقصد أيضا الاعتناء بالمكرر ذكره كقول الشاعر :

لا أرى لموت يسبق لموت شيء *** يغص الموت ذا الغنى والفقير

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

ولما كان الرب والملك متقاربين في المفهوم ، وكان الرب أقرب في المفهوم إلى اللطف والتربية ، وكان الملك للقهر والاستيلاء وإظهار العدل ألزم ، وكان الرب قد لا يكون ملكاً ، فلا يكون كامل التصرف ، اقتضت البلاغة تقديم الأول ، وإتباعه الثاني ، فقال تعالى : { ملك الناس * } إشارة إلى أن له كمال التصرف ، ونفوذ القدرة ، وتمام السلطان ، وإليه المفزع وهو المستعان ، والمستغاث والملجأ والمعاد .