ثم لا يزال ينتقل من معرفة هذه الصفة إلى صفات جلاله ، ونعوت كبريائه ، فيعرف كونه ملكاً قيوماً ، ثم إذا خاض في بحر العرفان ، وغرق في تياره ، وله عقله ، وتاه لبه ، فيعرف أنه فوق وصف الواصفين فيسميه إلهاً ، من وله إذا تحير . وتكرير لفظ " الناس " في السورة للتشريف ، كأنه عرف ذاته في خاتمة كتابه الكريم بكونه رباً وملكاً وإلهاً لهم ، أو لأن عطف البيان يحتاج إلى مزيد الكشف والتوضيح ، ولو قيل : إن الثاني بدل الكل من الأوّل ، فالأحسن أيضاً وضع المظهر مقام المضمر كيلا يكون المقصود مفتقراً إلى ما ليس بمقصود في الظاهر مع رعاية فواصل الآي . وقيل : لا تكرار في السورة ؛ لأن المراد بالأوّل الأطفال ، ومعنى الربوبية يدل عليه لشدّة احتياجهم إلى التربية ، وبالثاني الشبان ، ولفظ " الملك " المنبئ عن السياسة يدل عليه لمزيد افتقارهم إلى الزجر لقوّة دواعي الشهوة والغضب فيهم مع أن العقل الصادق لم يقو بعد ، ولم يستحكم ، وبالثالث الشيوخ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.