في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

ويبدأ بالحديث عن أصحاب الميمنة - أو أصحاب اليمين - ولكنه لا يفصل عنهم الحديث إنما يصفهم باستفهام عنهم للتهويل والتضخيم : ( فأصحاب الميمنة . ما أصحاب الميمنة? ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

{ فأصحاب الميمنة } أي ناحية اليمين ، وهم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة . أو يؤتون صحائفهم بأيمانهم . { ما أصحاب الميمنة } أي أيّ شيء هم في أحوالهم وصفاتهم ! والجملة مبتدأ وخبر . وهي خبر قوله " فأصحاب الميمنة " وضع فيها الظاهر موضع الضمير للتفخيم . ومثله يقال في : " وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة " وقد وضع فيها الظاهر موضع الضمير للتفظيع . والمقصود فيهما : تعجيب السامعين من شأن الفريقين في الفخامة والفظاعة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

أصحاب الميمنة : هم الناجون الذين كتابهم بيمينهم .

أصحاب الميمنة الذين يأخذون كتبَهم بأيمانهم ويكونون في أسعدِ حال .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

ثم فصل أحوال الأزواج الثلاثة ، فقال : { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } تعظيم لشأنهم ، وتفخيم لأحوالهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

ثم فسرها فقال :{ فأصحاب الميمنة } هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة ، وقال ابن عباس : هم الذين كانوا على يمين آدم حين أخرجت الذرية من صلبه ، وقال الله لهم : هؤلاء في الجنة ولا أبالي . وقال الضحاك : هم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم . وقال الحسن والربيع : هم الذين كانوا ميامين مباركين على أنفسهم ، وكانت أعمارهم في طاعة الله وهم التابعون بإحسان ، ثم عجب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال : { ما أصحاب الميمنة } وهذا كما يقال : زيد ما زيد ! يراد زيد شديد .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

قوله تعالى : " وكنتم أزواجا ثلاثة " أي أصنافا ثلاثة كل ، صنف يشاكل ما هو منه ، كما يشاكل الزوج الزوجة ، ثم بين من هم فقال :

" فأصحاب الميمنة " " وأصحاب المشأمة " و " السابقون " ، فأصحاب الميمنة هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة ، وأصحاب المشأمة هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار ، قاله السدي . والمشأمة الميسرة وكذلك الشأمة . يقال : قعد فلان شأمة . ويقال : يا فلان شائم بأصحابك ، أي خذ بهم شأمة أي ذات الشمال . والعرب تقول لليد الشمال الشُّؤْمَى ، وللجانب الشمال الأشأم . وكذلك يقال لما جاء عن اليمين اليمن ، ولما جاء عن الشمال الشؤم . وقال ابن عباس والسدي : أصحاب الميمنة هم الذين كانوا عن يمين حين أخرجت الذرية من صلبه فقال الله لهم : هؤلاء في الجنة ولا أبالي . وقال زيد بن أسلم : أصحاب الميمنة هم الذين أخذوا من شق آدم الأيمن يومئذ ، وأصحاب المشأمة الذين أخذوا من شق آدم الأيسر . وقال عطاء ومحمد بن كعب : أصحاب الميمنة من أوتي كتابه بيمينه ، وأصحاب المشأمة من أوتي كتابه بشماله . وقال ابن جريج : أصحاب الميمنة هم أهل الحسنات ، وأصحاب المشأمة هم أهل السيئات . وقال الحسن والربيع : أصحاب الميمنة الميامين على أنفسهم بالأعمال الصالحة ، وأصحاب المشأمة المشائيم على أنفسهم بالأعمال السيئة القبيحة . وفي صحيح مسلم من حديث الإسراء عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فلما علونا السماء الدنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة - قال - فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شمال بكى - قال - فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح - قال – قلت : يا جبريل من هذا ؟ قال : هذا آدم عليه السلام وهذه الأسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار ) وذكر الحديث . وقال المبرد : وأصحاب الميمنة أصحاب التقدم ، وأصحاب المشأمة أصحاب التأخر . والعرب تقول : اجعلني في يمينك ولا تجعلني في شمالك ، أي اجعلني من المتقدمين ولا تجعلنا من المتأخرين . والتكرير في " ما أصحاب الميمنة " . و " ما أصحاب المشأمة " للتفخيم والتعجيب ، كقوله : " الحاقة ما الحاقة " [ الحاقة : 1 ] و " القارعة ما القارعة " [ القارعة : 1 ] كما يقال : زيد ما زيد ! وفي حديث أم زرع رضي الله{[14620]} عنها : مالك وما مالك ! والمقصود تكثير ما لأصحاب الميمنة من الثواب ولأصحاب المشأمة من العقاب . وقيل : " أصحاب " رفع بالابتداء والخبر " ما أصحاب الميمنة " كأنه قال : " فأصحاب الميمنة " ما هم ، المعنى : أي شيء هم . وقيل : يجوز أن تكون " ما " تأكيدا ، والمعنى فالذين يعطون{[14621]} كتابهم بأيمانهم هم أصحاب التقدم وعلو المنزلة .


[14620]:حديث أم زرع رواه مسلم في فضائل الصحابة عن عائشة رضي الله عنها أنه: جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، فقالت إحداهن: زوجي مالك وما مالك! مالك خير من ذلك ... ... الخ. الحديث.
[14621]:في ب، ز، ح، س، ل، هـ: "يؤتون كتابهم".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

ولما قسمهم إلى ثلاثة أقسام وفرع تقسيمهم ، ذكر أحوالهم وابتدأ ذلك بالإعلام بأنه ليس الخبر كالخبر كما أنه ليس العين كالأثر فقال : { فأصحاب الميمنة * } أي جهة اليمين وموضعها وأعمالها ، ثم فخم أمرهم بالتعجيب من حالهم بقوله منبهاً على أنهم أهل{[62073]} لأن يسأل عنهم فيما يفهمه اليمين من الخير والبركة فكيف إذا عبر عنها بصيغة مبالغة فقال : { ما } وهو مبتدأ ثان { أصحاب الميمنة * } أي جهة اليمين وموضعها وأعمالها{[62074]} ، والجملة خبر عن الأولى ، والرابط تكرار المبتدأ بلفظه ، قال أبو حيان رحمه الله تعالى{[62075]} : وأكثر ما يكون ذلك في موضع التهويل والتعظيم .

وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : لما تقدم الإعذار في السورتين المتقدمتين والتقرير على عظيم البراهين ، وأعلم في آخر سورة القمر أن كل واقع في العالم فبقضائه سبحانه وقدره

{ إنا كل شيء خلقناه بقدر }[ القمر : 49 ]

{ وكل شيء فعلوه في الزبر }

{ القمر : 52 ] وأعلمهم سبحانه في الواقعة بانقسامهم الأخروي فافتتح ذكر الساعة { إذا وقعت الواقعة } إلى قوله { وكنتم أزواجاً ثلاثة } فتجردت هذه السورة للتعريف بأحوالهم الأخروية ، وصدرت بذلك كما جرد في هذه السورة قبل التعريف بحالهم في هذه الدار ، وما انجر في السور الثلاث جارياً على غير هذا الأسلوب فبحكم استدعاء الترغيب والترهيب لطفاً بالعباد ورحمة ومطالعها مبنية على ما ذكرته تصريحاً لا تلويحاً ، وعلى الاستيفاء لا بالإشارة والإيماء ، ولهذا قال تعالى في آخر القصص الأخراوية في هذه السورة : { هذا نزلهم يوم الدين } فأخبر أن هذا حالهم يوم الجزاء وقد قدم حالهم الدنياوي في السورتين قبل وتأكيد التعريف المتقدم فيما بعد ، وذلك{[62076]} قوله { فأما إن كان من المقربين } إلى خاتمتها - انتهى .


[62073]:- زيد من ظ.
[62074]:- نريد في الأصل: ثم فخم أمرهم بالتعجيب من حالهم بقوله منها على أنهم أهل لأن يسأل عنهم فيما يفهمه اليمين، وهو تكرار فحذفناها.
[62075]:- راجع البحر المحيط 8/ 201.
[62076]:- من ظ، وفي الأصل: ذكر.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

{ فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة }

{ فأصحاب الميمنة } وهم الذين يؤتون كتبهم بإيمانهم مبتدأ خبره { ما أصحاب الميمنة } تعظيم لشأنهم بدخولهم الجنة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

قوله : { فأصحاب الميمنة } مبتدأ . والمراد بهم المؤمنون الذين يؤتون صحائف أعمالهم بأيمانهم { ما أصحاب الميمنة } جملة اسمية من مبتدأ وخبره . والجملة في موضع رفع خبر المبتدأ الأول . والاستفهام للتعجيب من عظيم شأنهم وما هم فيه من السعادة .