قوله : { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } : " أصحاب " الأولى مبتدأٌ ، و " ما " استفهامٌ فيه تعظيمٌ مبتدأٌ ثانٍ ، و " أصحاب " الثاني خبرُه والجملةُ خبرُ الأولِ ، وتكرارُ المبتدأ هنا بلفظِه مُغْنٍ عن الضمير ومثلُه
{ الْحَاقَّةُ مَا الْحَآقَّةُ } [ الحاقة : 1-2 ] { الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ } [ القارعة : 1-2 ] ولا يكون ذلك إلاَّ في مواضعِ التعظيم . وهنا سؤالٌ : وهو أنَّ " ما " نكرةٌ وما بعده معرفةٌ ، فكان ينبغي أَنْ يقال " ما " خبر مقدمٌ ، " وأصحاب " الثاني وشبهُه مبتدأٌ ؛ لأن المعرفة أحقٌّ بالابتداء من النكرةِ . وهذا السؤال واردٌ على سيبويه من مثل هذا ، وفي قولك : " كم مالُك " و " مَرَرْتُ برجل خيرٌ منه أبوه " ، فإنه يُعْرِبُ ما الاستفهامية و " كم " و " أَفْعَل " مبتدأ ، وما بعدها خبرُها . والجوابُ : أنه كَثُرَ وقوعُ النكرةِ خبراً عن هذه الأشياء كثرةً متزايدةً ، فاطَّردَ البابُ ليجريَ على سَننٍ واحدٍ . هكذا أجابوا ، وهذا لا ينهضُ مانعاً مِنْ جوازِ أَنْ تكونَ " ما " و " كم " وأفعلُ خبراً مقدماً . ولو قيل به لم يكنْ خطأ بل أقربُ إلى الصوابِ .
والمَيْمَنَةُ : مَفْعَلَةُ من لفظِ اليُمْن وكذلك المَشْأَمَة من اليدِ الشُّؤمى وهي الشِمالُ لتشاؤمِ العربِ بها ، أو من الشُّؤْم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.