محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (8)

{ فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة } تقسيم وتنويع للأزواج الثلاثة ، مع الإشارة الإجمالية إلى أحوالهم قبل تفصيلها . وإطلاق { الميمنة } و { المشأمة } اللتين هما الجهتان المعروفتان ، على منزلة السعداء الذين هم الأبرار والمصلحون من الناس وعلى دركة الأشقياء الذين هم الأشرار والمفسدون من الناس أصله من تيمن العرب اليمين وتشاؤمهم بالشمال كما في السائح والبارح وقولهم للرفيع : هو مني باليمين وللوضيع هو مني بالشمال تجوزا به أو كناية به عما ذكر .

وقيل الميمنة والمشأمة بمعنى اليمن والشؤم ، فليس بمعنى الجهة ، بل بمعنى البركة وضدها ، لما عاد عليهم من أنفسهم وأفعالهم وفي جملتي الاستفهام إشارة إلى ترقي أحوالهما في الخير والشر تعجبا منه .