( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا : سحاب مركوم ) . .
أي أنه إذا أرسل عليهم العذاب في صورة قطعة من السماء تسقط عليهم وفيها الهلاك ، قالوا وهم يرونها تسقط : ( سحاب مركوم ) . . فيه الماء والحياة ! عنادا منهم أن يسلموا بالحق ، ولو كان السيف على رقابهم كما يقولون ! ولعله يشير بهذا إلى قصة عاد . وقولهم حين رأوا سحابة الموت والدمار : ( عارض ممطرنا ) . . حيث كان الرد : ( بل هو ما استعجلتم به : ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها ) . .
قوله تعالى : " وإن يروا كسفا من السماء ساقطا " قال ذلك جوابا لقولهم : " فأسقط علينا كسفا من السماء{[14321]} " [ الشعراء : 187 ] ، وقولهم : " أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا " [ الإسراء : 92 ] فأعلم أنه لو فعل ذلك لقالوا " سحاب مركوم " أي بعضه فوق بعض سقط علينا وليس سماء ، وهذا فعل المعاند أو فعل من استولى عليه التقليد ، وكان في المشركين القسمان . والكسف جمع كسفة وهي القطعة من الشيء ، يقال : أعطني كسفة من ثوبك ، ويقال في جمعها أيضا : كسف . ويقال : الكسف والكسفة واحد . وقال الأخفش : من قرأ كسفا جعله واحدا ، ومن قرأ " كسفا " جعله جمعا . وقد تقدم القول في هذا في " الإسراء{[14322]} " وغيرها والحمد لله .
قوله تعالى : { وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم 44 فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون 45 يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون 46 وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون 47 واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا وسبح بحمد ربك حين تقوم 48 ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم } .
يبين الله حال الكافرين من العناد والعتو والجنوح للتقليد والتكذيب ، فإنهم مهما يروا من الآيات والحجج فإنهم سادرون في الضلال والباطل ولا يبرحون الشرك والأصنام . فقال سبحانه : { وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم } الكسف جمع كسفة وهي القطعة من الشيء{[4365]} والمعنى أن هؤلاء المشركين إن يروا قطعا ساقطا من السماء لقالوا : إن ذلك سحاب يركم فوق بعض . وإنما قال الله ذلك جوابا لقول المشركين { فأسقط علينا كسفا من السماء } فإن ير هؤلاء المشركون ما سألوا من الآيات فعاينوا الكسف الساقط من السماء لما باءوا بذنبهم ولما تابوا إلى ربهم وأنابوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.