في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَبَنِينَ شُهُودٗا} (13)

11

( ذرني ومن خلقت وحيدا ) . .

والخطاب للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ومعناه خل بيني وبين هذا الذي خلقته وحيدا مجردا من كل شيء آخر مما يعتز به من مال كثير ممدود وبنين حاضرين شهود ونعم يتبطر بها ويختال ويطلب المزيد . خل بيني وبينه ولا تشغل بالك بمكره وكيده . فأنا سأتولى حربه . . وهنا يرتعش الحس ارتعاشة الفزع المزلزل ؛ وهو يتصور انطلاق القوة التي لا حد لها . . قوة الجبار القهار . . لتسحق هذا المخلوق المضعوف المسكين الهزيل الضئيل ! وهي الرعشة التي يطلقها النص القرآني في قلب القارئ والسامع الآمنين منها . فما بال الذي تتجه إليه وتواجهه !

ويطيل النص في وصف حال هذا المخلوق ، وما آتاه الله من نعمه وآلائه ، قبل أن يذكر إعراضه وعناده . فهو قد خلقه وحيدا مجردا من كل شيء حتى من ثيابه ! ثم جعل له مالا كثيرا ممدودا . ورزقه بنين من حوله حاضرين شهودا ، فهو منهم في أنس وعزوة . ومهد له الحياة تمهيدا ويسرها له تيسيرا . . ( ثم يطمع أن أزيد ) . . فهو لا يقنع بما أوتي ، ولا يشكر ويكتفي . . أم لعله يطمع في أن ينزل عليه الوحي وأن يعطى كتابا كما سيجيء في آخر السورة : ( بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) . . فقد كان ممن يحسدون الرسول[ صلى الله عليه وسلم ] على إعطائه النبوة .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَبَنِينَ شُهُودٗا} (13)

{ وبنين شهودا } حضورا معه بمكة لا يغيبون عنه ؛ لعدم احتياجهم للغياب في طلب الكسب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَبَنِينَ شُهُودٗا} (13)

{ و } جعلت له { بنين } أي : ذكورا { شُهُودًا } أي : دائما حاضرين عنده ، [ على الدوام ] يتمتع بهم ، ويقضي بهم حوائجه ، ويستنصر بهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَبَنِينَ شُهُودٗا} (13)

{ وبنين شهوداً } حصوراً بمكة لا يغيبون عنه وكانوا عشرة ، قاله مجاهد وقتادة . وقال مقاتل : كانوا سبعة وهم الوليد بن الوليد ، وخالد ، وعمارة ، وهشام ، والعاص ، وقيس ، وعبد شمس ، أسلم منهم ثلاثة خالد وهشام وعمارة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَبَنِينَ شُهُودٗا} (13)

قوله تعالى : " وبنين شهودا " أي حضورا لا يغيبون عنه في تصرف . قال مجاهد وقتادة : كانوا عشرة . وقيل : اثنا عشر . قاله السدي والضحاك . قال الضحاك : سبعة ولدوا بمكة وخمسة ولدوا بالطائف . وقال سعيد بن جبير : كانوا ثلاثة عشر ولدا . مقاتل : كانوا سبعة كلهم رجال ، اسلم منهم ثلاثة : خالد وهشام والوليد بن الوليد . قال : فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك . وقيل : شهودا ، أي إذا ذكر ذكروا معه ؛ قاله ابن عباس . وقيل : شهودا ، أي قد صاروا مثله في شهود ما كان يشهده ، والقيام بما كان يباشره . والأول قول السدي ، أي حاضرين مكة لا يظعنون عنه في تجارة ولا يغيبون .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَبَنِينَ شُهُودٗا} (13)

ولما كان أول ما تمتد إليه النفس بعد كثرة المال الولد ، وكان أحب الولد الذكر-{[69748]} ، قال : { وبنين } ولما كان الاحتياج إلى فراقهم ولو زمناً يسيراً شاقاً ، وكان ألزمهم{[69749]} له وأغناهم عن الضرب في الأرض نعمة أخرى قال : { شهوداً * } أي حضوراً معه لغناه عن الأسفار بكثرة المال وانتشار الخدم و-{[69750]} قوة الأعوان ، وهم مع حضورهم في الذروة من الحضور بتمام العقل وقوة الحذق ، فهم في غاية المعرفة بما يزيدهم الاطلاع{[69751]} عليه حيثما أرادهم وجدهم وتمتع بلقياهم ، ومع ذلك فهم{[69752]} أعيان المجالس وصدور المحافل كأنه لا شاهد بها غيرهم ، منهم خالد الذي من الله بإسلامه ، فكان سيف الله تعالى وسيف رسوله صلى الله عليه وسلم .


[69748]:زيد من ظ و م.
[69749]:في الأصل: إلزامهم.
[69750]:زيد من ظ و م.
[69751]:من ظ، وفي الأصل و م: للاطلاع.
[69752]:من ظ و م، وفي الأصل: هم.