غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَبَنِينَ شُهُودٗا} (13)

1

وفي قوله { وبنين شهوداً } وجوه : أحدها أنهم حضور معه بمكة لا يفارقونه لاستغنائهم عن الكسب وطلب المعاش فهو مستأنس بهم يغر محزون بفراقهم . الثاني أنهم رجال يشهدون معهم بمكة في المجامع والمحافل . الثالث أنهم من أهل الشهادات في الحكومات يسمع قولهم ويعتد بهم . وأما عددهم فعن مجاهد : عشرة وقيل : ثلاثة عشر وقيل : سبعة كلهم رجال : الوليد بن الوليد وخالد وعمارة وهشام والعاص وقيس وعبد شمس . قال جار الله : أسلم منهم ثلاثة : خالد بن الوليد وخالد وعمارة . قلت : إنه أبقى الوليد بن الوليد في حوزة الكفرة وهو مسلم حسن الإسلام مشهور الصحبة كما ذكره رشيد الدين الوطواط في رسالته ، وصاحب سر السلف سيد الحفاظ أبو القاسم فيه أن الوليد بن الوليد ابن المغيرة كان من المستضعفين حبسه المشركون فدعا النبي صلى الله عليه وسلم في قنوته : اللهم أنج الوليد ابن الوليد وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام . ثم قدم المدينة فتوفى بها فكفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه وكانت أم سلمة تندبه .

أبكى الوليد بن الوليد بن المغيرة *** أبكى الوليد بن الوليد أخا العشيرة

وقال ابن الأثير في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤلف كتاب " جامع الأصول " : هو الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي أخو خالد بن الوليد ، أسر يوم بدر كافراً وفداه أخواه خالد وهشام ، فلما فدى أسلم فقيل له : هلا أسلمت قبل أن تفتدي ؟ فقال : كرهت أن تظنوا أني أسلمت جزعاً من الإسار فحبسوه بمكة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت مع من يدعو له من المستضعفين بمكة ثم أفلت من أيديهم ولحق بالمدينة . والعجب من جار أنه ذكر في سورة الزمر في تفسيره قوله { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } أن الوليد أسلم وأسلم معه نفر هاجروا ثم إنه أبقاه هاهنا في بقية الكفار .

/خ56