تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{يطوف عليهم ولدان} يعني غلمان لا يكبرون {مخلدون} لا يموتون...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلّدُونَ "يقول تعالى ذكره: يطوف على هؤلاء السابقين الذين قرّبهم الله في جنات النعيم، ولدان على سنّ واحدة، لا يتغيرون ولا يموتون...
وقال آخرون: عنى بذلك أنهم مقرّطون مسوّرون.
والذي هو أولى بالصواب في ذلك قول من قال معناه: إنهم لا يتغيرون، ولا يموتون، لأن ذلك أظهر معنييه، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط: إنه لمخلد، وإنما هو مفعل من الخلد.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
... أي إنهم يعطون في الجنة على ما يستحبون في الدنيا من الشرف وطواف الولدان، وكذلك ما ذكر من السرر والفرش وغير ذلك من أنواع ما ترغب أنفسهم في الدنيا. ثم ذكر أنهم ولدان، وإن لم يكن في الجنة أولاد، فهو يخرج على وجهين:
أحدهما: أن يكونوا على هيئة الولدان، وإن لم يولدوا.
و الثاني: سموا ولدانا لولادهم في الدنيا، وإن لم يولدوا في الجنة لأن التوالد في الدنيا لحاجة البقاء، وأهل الجنة باقون.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ} للخدمة...لا يهرمون ولا يكبرون ولا ينقصون ولا يتغيرون، وليس كخدم الدنيا يتغيرون من حال إلى حال.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
"يطوف عليهم ولدان"... الطوف: الزور بالتنقل في المكان...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
والمقصود: أن أهل الجنة على أتم السرور والنعمة، والنعمة إنما تتم باحتفاف الخدم والولدان بالإنسان.
البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :
وصفوا بالخلد، وإن كان من في الجنة مخلداً، ليدل على أنهم يبقون دائماً في سن الولدان، لا يكبرون ولا يتحولون عن شكل الوصافة.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{يطوف عليهم} أي لكفاية كل ما يحتاجون إليه {ولدان} على أحسن صورة وزي وهيئة.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والطواف: المشي المكرر حول شيء وهو يقتضي الملازمة للشيء. ووصف الولدان بالمخلدين، أي دائمين على الطواف عليهم ومناولتهم لا ينقطعون عن ذلك. وإذ قد ألفوا رؤيتهم فمن النعمة دوامهم معهم.
قوله تعالى : " يطوف عليهم ولدان مخلدون " أي غلمان لا يموتون ، قال مجاهد . الحسن والكلبي : لا يهرمون ولا يتغيرون ، ومنه قول امرئ القيس :
وهل يَنْعَمْنَ إلا سعيدٌ مُخَلَّدٌ *** قليلُ الهموم ما يبيتُ بأوجَالِ
وقال سعيد بن جبير : مخلدون مُقَرَّطُون ، يقال للقرط الخَلَدة ولجماعة الحلي الخِلْدَة . وقيل : مسوّرون ونحوه عن الفراء ، قال الشاعر :
ومُخَلَّدَاتُ باللُّجَيْنِ كأنما *** أعجازُهن أقَاوِزُ{[14630]} الكُثْبَانِ
وقيل : مقرطون يعني ممنطقون من المناطق . وقال عكرمة : " مخلدون " منعمون . وقيل : على سن واحدة أنشأهم الله لأهل الجنة يطوفون عليهم كما شاء من غير ولادة . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن البصري : الولدان ها هنا ولدان المسلمين الذين يموتون صغارا ولا حسنة لهم ولا سيئة . وقال سلمان الفارسي : أطفال المشركين هم خدم أهل الجنة . قال الحسن : لم يكن لهم حسنات يجزون بها ، ولا سيئات يعاقبون عليها ، فوضعوا في هذا الموضع . والمقصود : أن أهل الجنة على أتم السرور والنعمة ، والنعمة إنما تتم باحتفاف الخدم والولدان بالإنسان .
قوله : { يطوف عليهم ولدان مخلدون 17 بأكواب وأباريق وكأس من معين } ولدان ، جمع وليد . وهم غلمان في الجنة مخلدون . أي باقون أبدا على شكل الولدان لا يتغيرون ولا يشيبون ، وهم على الدوام قائمون على خدمة المؤمنين ، إذ يدورون عليهم بأكواب وهي آنية لا خراطيم لها ، وأباريق جمع إبريق وهو ماله خرطوم وعروة { وكأس من معين } أي من خمر من عين جارية .
وهذه حال المؤمنين المنعمين في الجنة وهم جالسون متقابلين ، تحفهم من الله العناية والسلامة من كل مكروه وتغشاهم السكينة والرحمة ، ومن بين أيديهم الغلمان المخلدون يدأبون على خدمتهم . وهم صنف كريم مميز من غلمان الجنة أولو صباحة وإشراق ، يشيعون في الجلسات ظلالا من نسائم الرحمة والبركة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.