الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ} (17)

{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ } : للخدمة { ولدان } : وهم صغار الخَدَمَةِ ، ووصفهم سبحانه بالخلد ، وإنْ كان جميعُ ما في الجنة كذلك ، إشارةً إلى أَنَّهُم في حال الولدان مُخَلَّدُونَ ، لا تكبر لهم سِنٌّ ، أي : لا يحولون من حالة إلى حالة ؛ وقاله ابن كيسان ، وقال الفَرَّاء : { مُّخَلَّدُونَ } معناه : مقرطون بالخلدات وهي ضرب من الأقراط والأَوَّلُ أصوب ، لأَنَّ العربَ تقول للذي كَبُرَ ولم يَشِبْ : إِنَّهُ لَمُخَلَّدٌ ، والأكواب : ما كان من أواني الشرب لا أَذُنَ له ولا خُرْطُومَ ، قال قتادة : ليست لها عُرًى ، و( الإبريق ) : ماله خرطوم ، و( الكأس ) : الآنية المُعَدَّةُ للشرب بشريطةِ أَنْ يكونَ فيها خمر ، ولا يقال لآنية فيها ماء أو لبن كأس .