في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ} (4)

يقسم الله سبحانه بهذه الطوئف من الملائكة على وحدانيته : ( إن إلهكم لواحد ) . . ومناسبة هذا القسم - كما أسلفنا - هو تلك الأسطورة التي كانت شائعة في جاهلية العرب من نسبة الملائكة إلى الله ، واتخاذهم آلهة بما أنهم - بزعمهم - بنات الله !

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ} (4)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني تعالى ذكره بقوله:"إنّ إلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ"، والصافات صفا إن معبودكم الذي يستوجب عليكم أيها الناس العبادة، وإخلاص الطاعة منكم له لواحد لا ثاني له ولا شريك. يقول: فأخلصوا العبادة وإياه فأفردوا بالطاعة، ولا تجعلوا له في عبادتكم إياه شريكا.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

هذا هو المقسومُ عليه، أخبر أنه واحدٌ في مُلْكِه، وذلك لأنهم تَعَجَّبُوا أن يقوم الواحِدُ بجميع أحوال العالم؛ ومعنى كونه واحداً تَفَرُّدُه في حقِّه عن القسمة، وتَقَدُّسُه في وجوده عن الشيبة، وتَنَزَّهُه في مُلْكِه عن الشريك؛ واحد في جلاله، واحدٌ في استحقاق جماله، واحدٌ في أفعاله، واحدٌ في كبريائه بنعت علائه، ووصف سنائه...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إن إلهكم} أي الذي اتخذتم من دونه آلهة {لواحد} أي فإن التفرق لا يأتي بخير، لما يصحبه من العجز البعيد جداً عن الكمال الذي لا تكون الإلهية أصلاً إلا معه، فإليه لا إلى غيره ترجعون ليفصل بينكم فيما كنتم فيه تختلفون.

السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني 977 هـ :

{إن إلهكم} أي: الذي اتخذتم من دونه آلهة {لواحد} إذ لو لم يكن واحداً لاختل هذا الاصطفاف والزجر والتلاوة وما يترتب عليها فكان غير حكيم.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

إخبار بذلك ليعلموه ولا يتخذوا من دونه تعالى آلهة من الدنيا والهوى والشيطان، ومعنى كونه عز وجل واحداً تفرده في الذات والصفات والأفعال وعدم شركة أحد معه في شيء من الأشياء، وطبقوا أكثر الآيات بعد على ما في الأنفس.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

فلما كانوا متألهين لربهم، ومتعبدين في خدمته، ولا يعصونه طرفة عين، أقسم بهم على ألوهيته فقال: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ} ليس له شريك في الإلهية، فأخلصوا له الحب والخوف والرجاء، وسائر أنواع العبادة...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جملة {إنَّ إلهكم لَواحِدٌ} جواب القسم ومناط التأكيد صفة « واحد» لأن المخاطبين كانوا قد علموا أن لهم إلها ولكنهم جعلوه عدة آلهة فأبطل اعتقادهم بإثبات أنه واحد غير متعدد، وهذا إنما يقتضي نفي الإلهية عن المتعددين، وأما اقتضاؤه تعيين الإلهية لله تعالى؛ فذلك حاصل بأنهم لا ينكرون أن الله تعالى هو الربّ العظيم ولكنهم جعلوا له شركاء، فحصل التعدد في مفهوم الإله؛ فإذا بطل

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ} (4)

{ إن إلهكم } أي الذي اتخذتم من دونه آلهة { لواحد * } أي فإن التفرق لا يأتي بخير ، لما يصحبه من العجز البعيد جداً عن الكمال الذي لا تكون الإلهية أصلاً إلا معه ، فإليه لا إلى غيره ترجعون ليفصل بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ، وهو الذي أنزل هذا الكتاب بعزته ورحمته وحرسه من اللبس وغيره بما سيذكر من كبريائه وعظمته ولو لم يكن واحداً لاختل أمر هذا الاصطفاف والزجر والتلاوة ، وما يترتب عليها ، فاختل نظام هذا الوجود الذي نشاهده كما نشاهد في أحوال الممالك عند اختلاف الملوك في تغيير العوائد ونسخ الشرائع التي كان من قبلها أطدها وجميع ما له من الآثار والخصائص ، ونحن نشاهد هذا الوجود على ما أحكمه سبحانه وتعالى لا يتغير شيء منه عن حاله الذي حده له ، فعلمنا أنه واحد لا محالة متفرد بالعظمة ، لا كفوء له من غير شك .

وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير : لما تضمنت سورة يس من جليل التنبيه وعظيم الإرشاد وما يهتدي الموفق باعتبار بعضه ، ويشتغل المعتبر به في تحصيل مطلوبه وفرضه ، ويشهد بأن الملك بجملته لواحد ، وإن رغم أنف المعاند والجاحد ، أتبعها تعالى بالقسم علة وحدانيته فقال تعالى { والصافات } - الآية إلى قوله تعالى { إن إلهكم لواحد } إلى قوله { ورب المشارق } ثم عاد الكلام إلى التنبيه لعجيب مصنوعاته فقال تعالى { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } إلى قوله { شهاب ثاقب } ثم أتبع بذكر عناد من جحد مع بيان الأمر ووضوحه وضعف ما خلقوا منه { إنا خلقناهم من طين لازب } ثم ذكر استبعادهم العودة الأخروية وعظيم حيرتهم وندمهم إذا شاهدوا ما به كذبوا ، والتحمت الآي إلى ذكر الرسل مع أممهم وجريهم في العناد والتوقف والتكذيب على سنن متقارب ، وأخذ كل بذنبه ، وتخليص رسل الله وحزبه ، وإبقاء جميل ذكرهم باصطفائهم وقربه ، ثم عاد الكلام إلى تعنيف المشركين وبيان إفك المعتدين إلى ختم السورة - انتهى .