فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ} (4)

{ إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ } جواب القسم أي : أقسم الله بهذه الأقسام أنه واحد ليس له شريك وأجاز الكسائي : فتح إن الواقعة في جواب القسم وإنما أقسم بهذه الأشياء للتنبيه على شرف ذواتها وكمال مراتبها ، والرد على عبدة الأصنام في قولهم ، وللتأكيد لما تقدم لاسيما والقرآن أنزل بلغة العرب ، وإثبات المطالب بالحلف واليمين وطريقة مألوفة عندهم ، قال ابن الأنباري : الوقف على ( لواحد ) وقف حسن ثم يبتدئ { رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ } على معنى هو ربهما ، وقيل : غير ذلك ، والمعنى في الآية : إن وجود هذه المخلوقات على هذا الشكل البديع من أوضح الدلائل على وجود الصانع وقدرته وأنه رب ذلك كله ، أي خالقه ومالكه .