في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ? )وهو يخاطبهم بلغة الفطرة ، ويفتح قلوبهم على موحيات الإيمان ودلائله في الأنفس والآفاق .

ويستجيش في هذه القلوب مشاعر التقوى والخشوع والطاعة والخضوع لبارئ الوجود . . وهو " السجود " . .

إن هذا الكون جميل . وموح . وفيه من اللمحات والومضات واللحظات والسبحات ما يستجيش في القلب البشري أسمى مشاعر الاستجابة والخشوع .

وإن هذا القرآن جميل . وموح . وفيه من اللمسات والموحيات ما يصل القلب البشري بالوجود الجميل ، وببارئ الوجود الجليل . ويسكب فيه حقيقة الكون الكبيرة الموحية بحقيقة خالقه العظيم . . ( فما لهم لا يؤمنون ? وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ? ) . .

إنه لأمر عجيب حقا . يضرب عنه السياق ليأخذ في بيان حقيقة حال الكفار ، وما ينتظرهم من مآل :

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

{ وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ القرآن لاَ يَسْجُدُونَ } . . خضوعاً لربّ هذا الكون البديع !

وهنا موضع سجدة . لقد منعهم العنادُ والاستكبار من الإيمان ، فهم يفعلون ذلك تعالياً عن الحق ، ولذلك لا يخضعون عند تلاوته .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

{ وَإِذْ قرئ عَلَيْهِمُ القرءان لاَ يَسْجُدُونَ } عطف على الجملة الحالية فهي حالية مثلها أي فأي مانع لهم حال عدم سجودهم عند قراءة القرآن والسجود مجاز عن الخضوع اللازم له على ما روى عن قتادة أو المراد به الصلاة وفي قرن ذلك بالإيمان دلالة على عظم قدرها كما لا يخفى أو هو على ظاهره فالمراد بما قبله قرئ القرآن المخصوص أو وفيه آية سجدة وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سجد عند قراءة هذه الآية أخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم عن أبي هريرة قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في { إِذَا السماء انشقت } [ الانشقاق : 1 ] و { اقرأ باسم رَبّكَ } [ العلق : 1 ] وأخرج الشيخان وأبو داود والنسائي عن أبي رافع قال صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ { إِذَا السماء انشقت } فسجد فقلت له فقال سجدت خلفي أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه عليه الصلاة والسلام وفي ذلك رد على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما حيث قال ليس في المفصل وهو من سورة محمد صلى الله عليه وسلم وقيل من الفتح وقيل هو قول الأكثر من الحجرات سجدة وهي سنة عند الشافعي الشافعي وواجبة عند أبي حنيفة قال الإمام روى أنه صلى الله عليه وسلم قرأ ذات يوم { واسجد واقترب } [ العلق : 19 ] فسجد هو ومن معه من المؤمنين وقريش تصفق فوق رؤسهم وتصفر فنزلت هذه الآية واحتج أبو حنيفة على وجوب السجدة بهذا من وجهين الأول إن فعله عليه الصلاة والسلام يقتضي الوجوب لقوله تعالى { أتبعوه } الثاني أنه تعالى ذم من يسمعه ولا يسجد وحصول الذم عند الترك يدل على الوجوب انتهى وفيه بحث مع أن الحديث كما قال ابن حجر لم يثبت .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

قوله : { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } أي لا يذعنون ولا يخضعون ولا تخشع له قلوبهم . وقد كان أحرى بهم وهم العرب لدى نزول القرآن أن يبادروا بالإستجابة والخشوع والتصديق ، فهم أعظم الناس إدراكا لما تضمنه القرآن بروعة نظمه الباهر وكمال أسلوبه المميز الفذ من عظيم المعاني والأفكار والعبر .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩} (21)

تفسير الإمام مالك 179 هـ :

القرطبي: قال مالك: إنها ليست من عزائم السجود، لأن المعنى لا يذعنون ولا يطيعون في العمل بواجباته.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وإذا قُرئ عليهم كتاب ربهم لا يخضعون ولا يستكينون...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

عطف على قوله (لا يؤمنون) والمعنى ما الذى يصرفهم عن الإيمان وعن السجود لله والخضوع له والاعتراف بوحدانيته إذا تلي عليهم القرآن الذى أنزلته على محمد (صلى الله عليه وآله) الذى يلين القلب للعمل من الوعظ والوعد والوعيد يميز به بين الحق والباطل، وهو مع ذلك متعذر عليهم الإتيان بمثله، فهو معجز له (صلى الله عليه وآله)...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

إنهم أرباب الفصاحة والبلاغة فعند سماعهم القرآن لا بد وأن يعلموا كونه معجزا، وإذا علموا صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ووجوب طاعته في الأوامر والنواهي، فلا جرم استبعد الله منهم عند سماع القرآن ترك السجود والطاعة.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهو يخاطبهم بلغة الفطرة، ويفتح قلوبهم على موحيات الإيمان ودلائله في الأنفس والآفاق. ويستجيش في هذه القلوب مشاعر التقوى والخشوع والطاعة والخضوع لبارئ الوجود.. وهو "السجود "...

(فما لهم لا يؤمنون؟ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون؟).. إنه لأمر عجيب حقا. يضرب عنه السياق ليأخذ في بيان حقيقة حال الكفار، وما ينتظرهم من مآل...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وقراءة القرآن عليهم قراءته قراءةَ تبليغ ودعوة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عليهم القرآن جماعات وأفراداً وقد قال له عبد الله بن أبيّ بن سلول: « لا تَغْشَنا به في مجالسنا» وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على الوليد بن المغيرة كما ذكرناه في سورة عبس. والسجود مستعمل بمعنى الخضوع والخشوع كقوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان} [الرحمن: 6] وقوله: {يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً للَّه} [النحل: 48]، أي إذا قرئ عليهم القرآن لا يخضعون لله ولمعاني القرآن وحجته، ولا يؤمنون بحقيته ودليل هذا المعنى مقابلته بقوله: {بل الذين كفروا يكذبون} [الانشقاق: 22]. وليس في هذه الآية ما يقتضي أنَّ عند هذه الآية سجدةً من سجود القرآن والأصحّ من قول مالك وأصحابه أنها ليست من سجود القرآن...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

(وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون). القرآن كالشمس يحمل دليل صدقه بنفسه، وتتلألأ أنوار الإعجاز من بين جنباته، ويشهد محتواه على أنّه من الوحي الإلهي وكل منصف يدرك جيداً لدى قراءته له أنّه فوق نتاجات عقول البشر ولا يمكن أن يصدر من إنسان مهما كان عالماً، فكيف بإنسان لم يتلق تعليماً قط وقد نشأ في بيئة جاهلية موبوءة بالخرافات!... ويراد ب «السجود» هنا: الخضوع والتسليم والطاعة، أمّا السجود المتبادر إلى الذهن بوضع الجبين على الأرض، فهو أحد مصاديق مفهوم السجود، ولعل هذا هو ما ورد في الرّوايات من سجود النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند قراءته لهذه الآية.