في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

ثم يهبط بهم درجة أخرى فيسألهم إن كانت لهم وسيلة للإستماع إلى مصدر التنزيل :

( أم لهم سلم يستمعون فيه ? فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) .

إن محمدا [ صلى الله عليه وسلم ] يقول لهم : إنه رسول يوحى إليه ، وإن هذا القرآن يتنزل عليه من الملأ الأعلى . وهم يكذبونه فيما يقول . فهل لهم سلم يستمعون فيه ، فيعلموا أن محمدا لا يوحى إليه ، وأن الحق غير ما يقول ? : ( فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) . أي ببرهان قوي يحمل في ذاته سلطانا على النفوس يلجئها إلى التصديق . وفي هذا تلميح إلى سلطان القرآن الذي يطالعهم في آياته وحججه ، وهم يكابرون فيها ويعاندون !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

بسلطان مبين : بحجة واضحة .

فإذا كانت أقوالُهم هذه غيرَ صحيحة فهل يدَّعون أنهم ارتقوا بمصعَدٍ إلى السماء وسمعوا شيئاً من الله ؟

{ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }

فليأتِ الذي استمع شيئاً بحجّة واضحةٍ تصدِّق دعواه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

قوله تعالى : { أم لهم سلم } مرقى ومصعد إلى السماء ، { يستمعون فيه } يعني يستمعون عليه الوحي ، كقوله : { ولأصلبنكم في جذوع النخل }( طه-71 ) يعني : عليها ، أي : ألهم سلم يرتقون به إلى السماء ، فيستمعون الوحي ويعلمون أن ما هم عليه حق بالوحي ، فهم مستمسكون به كذلك ؟ { فليأت مستمعهم } إن ادعوا ذلك . { بسلطان مبين } حجة بينة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

{ أم لهم سلم } مرقى الى السماء { يستمعون فيه } أن الذي هم عليه حق { فليأت مستمعهم } ان ادعوا ذلك { بسلطان مبين } بحجة واضحة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

قوله تعالى : " أم لهم سلم " أي أيدعون أن لهم مرتقى إلى السماء ومصعدا وسببا " يستمعون فيه " أي عليه الأخبار ويصلون به إلى علم الغيب ، كما يصل إليه محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي . " فليأت مستمعهم بسلطان مبين " أي بحجة بينة أن هذا الذي هم عليه حق . والسلم واحد السلالم التي يرتقى عليها . وربما سمي الغرز بذلك ، قال أبو الرُّبَيْس الثعلبي يصف ناقته :

مُطَارَةٌ قَلْبٍ إن ثَنَى الرِّجْلَ ربُّها *** بِسُلَّمِ غَرْزٍ في مُنَاخٍ يعاجله

وقال زهير :

ومن هاب أسباب المنية يَلْقَهَا{[14317]} *** ولو رام أسباب السماء بسلم

وقال آخر :

تَجَنَّيْتِ لي ذنبا وما إن جَنَيْتُه *** لتتخذي عُذْراً إلى الهَجْرِ سُلمَا

وقال ابن مقبل في الجمع :

لا تُحْرِزُ المرءَ أَحْجَاءُ البلاد ولا *** يُبْنَى له في السموات السَّلاَلِيمُ

الأحجاء النواحي مثل الأرجاء واحدها حجا ورجا مقصور . ويروى : أعناء البلاد ، والأعناء أيضا الجوانب والنواحي واحدها عِنو بالكسر . وقال ابن الأعرابي : واحدها عناً مقصور . وجاءنا أعناء من الناس واحدهم عنو بالكسر ، وهم قوم من قبائل شتى . " يستمعون فيه " أي عليه ، كقوله تعالى : " في جذوع النخل{[14318]} " [ طه : 71 ] أي عليها ، قال الأخفش . وقال أبو عبيدة : يستمعون به . وقال الزجاج : أي ألهم كجبريل الذي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي .


[14317]:ويروى: *ومن هاب أسباب المنايا ينله* وهي الرواية المشهورة.
[14318]:راجع جـ 11 ص 224.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

{ أم لهم سلم يستمعون فيه } يعني : أم لهم سلم يصعدون به إلى السماء فيسمعون ما تقول الملائكة بحيث يعلمون صحة دعواهم ثم عجزهم بقوله : { فليأت مستمعهم بسلطان مبين } أي : بحجة واضحة على دعواهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

{ أم لهم سلّم } يصعدون به إلى السماء { يستمعون } أي يتعمدون السمع لكل ما يكون فيها ومنها { فيه } أي في ذلك السلم وبسببه كما يكون بعض من يحضر مجالس الملوك في الدنيا ويعلم ما{[61609]} يقع فيها ليكونوا ضابطين{[61610]} لما يأتي من الملك فيعلموا أن ما قالوه فيك حق ولما كان من يكون هكذا متمكناً من الإتيان منها بالعجائب ، سبب عنه قوله : { فليأت مستمعهم } إن ادعوا ذلك { بسلطان مبين * } أي حجة قاهرة بينة في نفسها ، موضحة لأنها من السماء على صحة ما يرمونك به .


[61609]:- زيد من مد.
[61610]:- زيد في الأصل: للأشياء كلها، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.