في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

على أن لهم قبل ذلك اليوم عذابا - يتركه مجهولا ولكن أكثرهم لا يعلمون

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

دون ذلك : غيره .

بل إن لِلذين ظلموا أنفسهم بالكفر ، مثل هؤلاء ، عذاباً آخر قبل يوم القيامة ،

{ ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم أوعدهم أيضا العذاب في الدنيا. فقال: {وإن للذين ظلموا} يعني كفار مكة {عذابا دون ذلك} يعني دون عذاب الآخرة عذابا في الدنيا: القتل ببدر {ولكن أكثرهم لا يعلمون} بالعذاب أنه نازل بهم فكذبوه...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَإنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابا دُونَ ذلكَ "اختلف أهل التأويل في العذاب الذي توعّد الله به هؤلاء الظلمة من دون يوم الصعقة؛

فقال بعضهم: هو عذاب القبر...

وقال آخرون: عنى بذلك الجوع...

وقال آخرون: عنى بذلك: المصائب التي تصيبهم في الدنيا من ذهاب الأموال والأولاد...

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن للذين ظلموا أنفسهم بكفرهم به عذابا دون يومهم الذي فيه يصعقون، وذلك يوم القيامة، فعذاب القبر دون يوم القيامة، لأنه في البرزخ، والجوع الذي أصاب كفار قريش، والمصائب التي تصيبهم في أنفسهم وأموالهم وأولادهم دون يوم القيامة، ولم يخصص الله نوعا من ذلك أنه لهم دون يوم القيامة دون نوع بل عمّ فقال: "وَإنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابا دُونَ ذَلِكَ" فكلّ ذلك لهم عذاب، وذلك لهم دون يوم القيامة، فتأويل الكلام: وإن للذين كفروا بالله عذابا من الله دون يوم القيامة "وَلِكنّ أكْثرَهُمْ لا يَعْلمُونَ" بأنهم ذائقو ذلك العذاب.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك} قال أهل التأويل: أي لمُشركي مكة عذاب دون عذاب النار؛ وهو القتل بالسيف يوم بدر...

ثم قوله: لهم عذاب دون ذلك، وهو ما داموا كفارا فهم في عذاب، ويكونون في خوف وذُلّ وخزي. فذلك كله عذاب الله، والله أعلم...

وقوله تعالى: {ولكن أكثرهم لا يعلمون} أي لا ينتفعون بعلمهم، أو لا يعلمون حقيقة العلم لما لم ينظروا في أسباب العلم، ولم يتفكروا فيها حتى تمنعهم، وتزجُرهم عن صنيعهم...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

المسألة الأولى: الذين ظلموا هم أهل مكة إن قلنا العذاب هو عذاب يوم بدر، وإن قلنا العذاب هو عذاب القبر فالذين ظلموا عام في كل ظالم.

المسألة الثانية: ما المراد من الظلم هاهنا؟ نقول فيه وجوه:

(الأول) هو كيدهم نبيهم، (والثاني) عبادتهم الأوثان، (والثالث) كفرهم وهذا مناسب للوجه الثاني.. المسألة الثالثة: دون ذلك، على قول أكثر المفسرين معناه قبل ويؤيده قوله تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} ويحتمل وجهين آخرين:

(أحدهما) دون ذلك، أي أقل من ذلك في الدوام والشدة يقال الضرب دون القتل في الإيلام، ولا شك أن عذاب الدنيا دون عذاب الآخرة على هذا المعنى...

. {ذلك} إشارة إلى ماذا؟ نقول الظاهر أنه إشارة إلى اليوم...

. {دون ذلك}، أي دون ذلك العذاب.

(ثانيهما) {دون ذلك}، أي كيدهم فذلك إشارة إلى الكيد ....

{ولكن أكثرهم لا يعلمون} ذكرنا فيه وجوها: (أحدها) أنه جرى على عادة العرب حيث تعبر عن الكل بالأكثر كما قال تعالى: {أكثرهم بهم مؤمنون}...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

دون " بمعنى: غير.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أي: نعذبهم في الدنيا، ونبتليهم فيها بالمصائب، لعلهم يرجعون وينيبون، فلا يفهمون ما يراد بهم، بل إذا جلي عنهم مما كانوا فيه، عادوا إلى أسوأ ما كانوا عليه.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

: {ولكن أكثرهم} بسبب ما يرون من كثرتهم وحسن حالهم في الدنيا وقوتهم {لا يعلمون} أي يتجدد لهم علم بتقويتكم عليهم لأنهم لا علم لهم أصلاً حتى يروا ذلك معاينة...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{للذين ظلموا} إظهار في مقام الإِضمار لأن مقتضى الظاهر أن يقال: وإن لهم عذاباً جرياً على أسلوب قوله: {فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون} [الطور: 45] فخولف مقتضى الظاهر لإِفادة علة استحقاقهم العذاب في الدنيا بأنها الإِشراك بالله. وكلمة {دون} أصلها المكان المنفصل عن شيء انفصالاً قريباً، وكثر إطلاقه على الأقل، يقال: هو في الشرف دونَ فلان، وعلى السابق لأنه أقرب حلولاً من المسبوق، وعلى معنى (غير). و {دون} في هذه الآية صالحة للثلاثة الأخيرة، إذ المراد عذابٌ في الدنيا وهو أقل من عذاب الآخرة قال تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} [السجدة: 21] وهو أسبق من عذاب الآخرة لقوله تعالى: {دون العذاب الأكبر}، وهو مغاير له كما هو بيّن. ولكون هذا العذاب مستبعداً عندهم وهم يرون أنفسهم في نعمَة مستمرة كما قال تعالى: {ليقولن هذا لي} [فصلت: 50] أُكد الخبر ب {إنّ} فالتأكيد مراعى فيه شكهم حين يسمعون القرآن، كما دل عليه تعقيبه بقوله: {ولكن أكثرهم لا يعلمون}. والاستدراك الذي أفادته (لكنَّ) راجع إلى مفاد التأكيد، أي هو واقع لا محالة ولكن أكثرهم لا يعلمون وقوعه، أي لا يخطر ببالهم وقوعه، وذلك من بطرهم وزهوهم والظلم: الشرك قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13] وهو الغالب في إطلاقه في القرآن.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

ثم أخبر أنه يعجل لهم العذاب في الدنيا فقال { وإن للذين ظلموا } كفروا { عذابا دون ذلك } قبل موتهم وهوالجوع والقحط سبع سنين

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

قوله تعالى : " وإن للذين ظلموا " أي كفروا " عذابا دون ذلك " قيل : قبل موتهم . ابن زيد : مصائب الدنيا من الأوجاع والأسقام والبلايا وذهاب الأموال والأولاد . مجاهد : هو الجوع والجهد سبع سنين . ابن عباس : هو القتل . عنه : عذاب القبر . وقاله البراء بن عازب وعلي رضي الله عنهم . ف " دون " بمعنى غير . وقيل : عذابا أخف من عذاب الآخرة . " ولكن أكثرهم لا يعلمون " أن{[14324]} العذاب نازل بهم وقيل : " ولكن أكثرهم لا يعلمون " ما يصيرون إليه .


[14324]:الزيادة من ز، ل، ن، هـ.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

ولما أفهم هذا الكلام السابق أن التقدير : فإن لكل ظالم في ذلك اليوم عذاباً لا يحيط به الوصف ، فإن الإصعاق من أشد ما يكون من العذاب ، عطف عليه قوله مؤكداً لما لهم من الإنكار أي ينصر عليهم المؤمنون وهم من الكثرة والقوة بحيث لا مطمع فيهم لأحد لا سيما لمن هم مثل في الضعف والقلة { وإن } وكان الأصل لهم ، ولكنه أظهر تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف فقال : { للذين ظلموا } أي أوقعوا الأشياء في غير مواقعها كما يقولونه في القرآن ، ويفعلونه من العصيان ويعتقدون من الشرك والبهتان { عذاباً دون ذلك } أي غير عذاب ذلك اليوم الصعب المرير ، أو أدنى رتبة منه ، إن كان المراد بالصعق ما يكون بعد البعث فبعذاب البزرخ في القبور ، وإن كان المراد به الموت فيما يلقونه في الدنيا من عذابي بواسطتكم مثل تحيزكم إلى الأنصار في دار الهجرة ومعدن النصرة وصيرورتكم في القوة بحيث تناصبونهم{[61646]} الحرب ، وتعاطونهم الطعن والضرب ، فتكونوا بعد أن كنتم طوع{[61647]} أيديهم قذى في أعينهم وشجاً في حلوقهم ودحضاً لأقدامهم ونقضاً لإبرامهم ، ومثل القحط الذي حصل لهم والسرايا التي لقيتموها{[61648]} فيها مثل سرية حمزة أسد الله وأسد رسوله ، وعبيدة بن الحارث وعبيد الله بن جحش التي كانت مقدمة لغزوة بدر .

ولما كان بعضهم يبصر هذا مثل عتبة بن ربيعة والوليد بن مغيرة والنضر بن الحارث ويقولون : والله ما هو شاعر ولا كاهن ولا ساحر ولا مجنون ، وليكونن لقوله الذي يقول نبأ ، قال : { ولكن أكثرهم } بسبب ما يرون من كثرتهم وحسن حالهم في الدنيا وقوتهم { لا يعلمون * } أي يتجدد لهم علم بتقويتكم عليهم لأنهم{[61649]} لا علم لهم أصلاً حتى يروا ذلك معاينة .


[61646]:- من مد، وفي الأصل: تناصبوا منهم.
[61647]:- زيد من مد.
[61648]:- من مد، وفي الأصل: ليقتموه.
[61649]:- في مد: لأنه.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

{ وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون }

{ وإنَّ للذين ظلموا } بكفرهم { عذاباً دون ذلك } في الدنيا قبل موتهم فعذبوا بالجوع والقحط سبع سنين وبالقتل يوم بدر { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أن العذاب ينزل بهم .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

{ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 47 ) }

وإن لهؤلاء الظلمة عذابًا يلقونه في الدنيا قبل عذاب يوم القيامة من القتل والسبي وعذاب البرزخ وغير ذلك ، ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك .